أخبار الموقع

اهــــــــلا و سهــــــــلا بــــــكم فــــــي موقع مجلة منبر الفكر ... هنا منبر ختَم شهادةَ البقاءِ ببصمةٍ تحاكي شَكلَ الوعودِ، وفكرةٍ طوّت الخيالَ واستقرتْ في القلوبِ حقيقةً وصدقاً " اتصل بنا "

«في عهد بن سلمان ممنوع التعاطف مع القدس » يقلم : بسام البدارين



لا أعرف لِمَ خطر في ذهني تحديدًا برنامج الدكتورة مريم نور حول «سحر الطبيعة»، وأنا أشاهد الخطاب المتلفز لنائب الرئيس الأمريكي مايك بنس على شاشة فضائية «دي أم سي» المصرية، وما أعقبه من تحاور بين ثلاثة خبراء أغرقوا في الضحك وتبادل النظرات.

الفاضلة، مريم نور كانت تجلس بوقار، وتعيد على مسامعنا عباراتها الساحرة، وكان صديق لي يردد بعدها «بصل.. فجل.. طبيعة.. الحب.. حبّوا بعضكن».

صاحبنا بنس لابس «الميري» ومسشور شعراته، وقف قبالة الكاميرا بهيئة تشبه هيئة الممثلين الهادئين، في الفواصل الإعلانية، وهم يحاولون تسويق «حليب أطفال» أو شوكولاتا خالية من السكر، لكي يكشف لنا حقيقتنا نحن المجاورين لإسرائيل التي «نغار منها» ونحسدها.. تخيّلوا معي لِمَ؟ لأن فيها جيش من سكان مدنيين يحترمون الأقليات ويتميزون بالرحمة.

يا ليته قال إننا نحسد إسرائيل، لأن فيها ديمقراطية دينية، تخص اليهود فقط، أو لأنها متقدمة في تكنولوجيا الزراعة، أو البحث العلمي، بل لأن فيـها جيشا رحيما، من فرط حماسته للرحمة يقصف قرية كاملة بالفوسـفور، لأنه يشتبـه بوجـود مطلـوب واحـد.

شعرت لوهلة وكأن الرجل يتحدث عن منظمة «أطباء بلا حدود»، أو مجموعة «رسل الحرية»، لا عن الكيان الصهيوني الغاصب، وحسنًا فعل إخوتنا المسيحيون الأردنيون الذين لا تعترف حكومتنا بطائفتهم وهم يعلنون رفضهم زيارة بنس لهم إذا زار عمّان.

مشكلة العدو الإسرائيلي حسب الرجل؛ أنه محاط بـ «جيران يكرهونه» رغم أن الجيران على حد علمي قضوا جلّ عمرهم في حراسة وحماية الكيان، فيما لم يطلق المجاهدون الذين صنعتهم الاستخبارات الأمريكية ولو حجرًا واحدا على إسرائيل.

قالها لي صديق مخضرم: الولايات المتحدة هي العدو الأحمق أكثر من إسرائيل.. أعرف ذلك بالفطرة، ومن الواقع، لكن مشكلتي مع الشعب الأمريكي نفسه الداخل في غيبوبة، فهو يسمع مثل هذا الكلام من نائب رئيسه، ولا يرفع بوجهه ولو علبة حليب «نيدو» من نوع ..«كبروا الأولاد الصغار»!

المندوب السامي «السعودي»

مجموعة «أم بي سي»، هي نفسها تلك التي تعاملت مع اعتقال مالكها منذ أشهر وكأنه عرس عند الجيران.. مرة أخرى تصعد تلك الشاشة السحرية وتتصدر الأنباء بفصل المذيعة الأردنية عُلا الفارس بتهمة مستحدثة تنتمي للمستحاثات المهنية وهي «الإساءة للخميس».

فتاة الشاشة الأردنية نشرت تغريدة تحدثت فيها عن استرخاء العرب بعد قرار ترامب، وختمت بالحد الأدنى من السخرية بعبارة «هلا بالخميس»، وهنا تجاوزت الخط الأحمر، ووجب فصلها من وظيفتها بتهمة مضحكة، وكأن العبارة سالفة الذكر جزء من منظومة مؤسسة «الحرمين الشريفين».

هذه التهمة ذكرتني بفظائع الإعلام التلفزيوني المصري الشقيق، عندما كان عمرو أديب – ما غيره – يكرر بـلا وجـل أو خـجل عــبارة « الله .. ده تـخـابر مع حمـاس»، وهو يتـحـدث عن الرئيــس المنتـــخب المعتقل محمـد مرسـي.. لاحـقا ارتمى أديـب بعدمـا قـررت مخـابـرات بلاده الاستثمار في قطاع غزة وبالمنسوب نفسه من غيـاب الخـجل في أحضان «أبو العبد» إسماعيل هنية، وسمعناه في إغماءة مباشرة تراهن على ذاكرتنا السميكة وهو يبدي إعجـابه الشـديد بأداء عنـاصر حمـاس الأمني، متـخابرًا بدوره مباشرة وأمام خـلق الله مع زعـيم حمـاس من دون أن يسـتفسـر منه ولو مخـفر أمـني.

عمومًا عُلا الفارس تبقى ابنتنا، وهتفت للقدس، وهذه تهمتها الحقيقية، وبعدما قرر السفير السعودي في الأردن دعوة مواطنيه لتجنب التظاهرات في المملكة الجارة وكأنها «فيروس»، خشية الانتقال لمكة.. بعد ذلك لن أستغرب إذا سمعت أن التعاطف مع القدس ممنوع في العهد الجديد للسعودية.

صاحبنا السفير الأمير ما غيره لم يقف عند هذا الحد، بل استدعى كل ما في ذكرياتنا الحزينة عن «المندوب السامي» أيام الاحتلال البريطاني عندما خطب في الأردنيين جميعًا عبر شاشة فضائية «رؤيا» المحلية محذرا من المساس برموز بلاده، كما قرر رغم عدم وجود برلمان أصلا في السعودية إلقاء محاضرة تدريبية بأعضاء البرلمان من المشرعين الأردنيين عندما أبلغهم أن قانون الاجتماعات العامة لا يجيز للأجانب التجمهر في مظاهرات مع الشعب الأردني، متهما مًن يحملون صفة «ممثل للأمة» بأنهم لا يراجعون التشريعات التي يقررون.
قلناها لكم منذ زمن، ولم تصدقوني: السعودية تكره كلمتين ..«الديمقراطية» و«الأردنية».

فجور «مالي»

بصرف النظر عن «الفجور المالي» الذي رافق صفقة شراء لوحة السيد المسيح «الملخص»، الذي تتبعته محطة «بي بي سي» بالتفصيل الممل.. يمكن القول إن المبلغ الفاجر المدفوع منطلق من شغف فنّي أو انعطافة لكي نظهر لأنصار السيد المسيح في العالم كم يقدر «أمراء المولينكس» منا توجيه رسالة فنية باسم الإسلام المستنير.

لنفترض هنا حسن النية، فالمبلغ على الأقل لم يدفع في المواخير، أو في الملاهي.. طيب اشتريتم لوحة المخلّص بمبلغ ضخم، صحتين وعافية.

لكن لِمَ في المقابل يركّز خطيب الحرم الشريف في مكة في أول جمعة بعد وعد ترامب وضياع القدس في خطبته الأسبوعية على مسلسل ممل ومضجر اسمه «بِرّ الوالدين»؟.

ليست هناك تعليقات