ماذا يقولُ الحَمَلُ في ثُغائِه؟
يقولُ أنا سَحابةُ صيْفٍ تندِفُ فَيْئًا على جَمْرِ الطَّريقِ، وشَعْرِيَ حقلُ قُطنٍ على عُرْيِ التُّرابِ، ولونِيَ ثلجٌ على صخرِ القلوبِ، وصوتي، آهِ صَوتي، نداءُ الماءِ الذي فينا إلى الماءْ.
ويقولُ الحَمَلُ، جُرحي وردةُ الجُوري، قَرنايَ حدودُ الامبراطوريّةِ، وَدَمي نبيذُ الأساطيرِ؛ هُنا الموتُ يُثمِرُ بعثًا والتئامُ قَطْرِ النّدى في مِلْحِ البُكاءْ.
ويقولُ الحَمَلُ إنّي اكتمالُ الوداعَةِ تحتَ مطرقةِ الذِّئابِ، وانتصارُ رُفاتِ السَّنابلِ على حُلْكَةِ الغابِ. طيبَتي ربيعٌ ساذجٌ وسقفُ جهلي سَماءْ.
ويقولُ: لِيَ ربٌّ لستُ أدركُهُ،
وَلِي دَوْرُ البَياضِ الرَّئيسِ في الكوابيسِ، وفي الخيالِ البسيطِ وفي الحضاراتِ التي سكنَتْ في مساماتِ البيوتِ وفي الأغاني، ولي دَوْرُ الصّليبِ وعنقاءِ الرّمادِ، كلّما قامَ المسَاءْ.
ويقولُ الحمَلُ، حينَ يثغُو، صمتِيَ حُلمٌ ملائكيٌّ وحروفِيَ حَفنةٌ في حجم يدي، حاءٌ ولامٌ وياءٌ وباءْ،
وموتي؟!
لا أعرفُ الموْتَ.
فقد علِمتُ من دودةِ القزِّ أنَّ الموتَ وعْيُ النّهايةِ، قبلَ النِّهايةِ، وحَيْرةً قُصوى بينَ بابَيْنِ، وكبريتًا ونارًا في دُروبِ الأشقِياءْ.
|
ليست هناك تعليقات