أخبار الموقع

اهــــــــلا و سهــــــــلا بــــــكم فــــــي موقع مجلة منبر الفكر ... هنا منبر ختَم شهادةَ البقاءِ ببصمةٍ تحاكي شَكلَ الوعودِ، وفكرةٍ طوّت الخيالَ واستقرتْ في القلوبِ حقيقةً وصدقاً " اتصل بنا "

« قبسٌ من آيات سوتشي و هدى الوطنية التائهة في المؤتمرات » ...بقلم : م. ياسين الرزوق زيوس


   
  قبسٌ من آيات سوتشي و هدى الوطنية التائهة في المؤتمرات
    بقلم :   م ياسين الرزوق زيوس
    مهندس  و كاتب سوري
    28/1/2018


« مجلة منبر الفكر » ياسين الرزوق زيوس  سورية  28/1/2018


كنت في الشركة العامة لمصفاة حمص أتبخّر مع السراب لأتجمد دونما بخار في مناوبة الليل و الصقيع الوطني و السياسي و الاجتماعي و المؤسساتي و النقابي و الطبابي و الهندسي و الفكري و الفني و الاقتصادي رغم كل ما يجري من تسخين ممنهج سواء كان طائفياً أم مذهبياً أم عشائرياً أم مناطقياً  لأن خطوط البخار معطلة كما خطوط السياسات و كما السياسات تزخر بالأكاذيب كذلك الصيانات تزخر بالكاذبين فمن يصون خطوط السياسة كي ننعم بأبخرتها و من يصون خطوط البخار كي لا تتلاشى أو تتبخر  بقايا حرارتنا و أحلامنا الداخلية ؟!

الحرارة التي تُحَفّزنا أن نسير عكس التيار هذا إذا ما افترضنا أن تياراً بعينه هناك  سارياً في تداخلات المعنى و اللا معنى التي  لم أنتفض فيها من داخل حزب البعث لأكون عضواً في هيئة العمل الديمقراطي أمارس مع محمود مرعي فنون الفقدان و ما أدراك ما الفقدان فقدان العمل الحقوقي و الإنساني على الصعد الأهم السياسية و الثقافية و الاجتماعية و الاقتصادية و التربوية و التعليمية وفق المسارين الديني و اللا ديني.....

نعم سقط المدرك و تداعت خلفيات السياسة في مقدمات الولادة الجديدة في سورية و أمسكت روسيا زمام سوتشي لتقول للعالم برمته لقد بدأت التفافات المحاور تنحني و عليها أن تدرك بمرونة الشجعان استدارتها و إلا كسرت على صخرة سورية الدولة الواعدة في مستقبل يبدو مظلماً لمن لا يفقه من الظلمات إلا أبعادها السوداء و مشرقاً لمن يعرف أن الظلمات السياسية الشديدة هي المبشر الأول بانفراجات قادمة لا محالة و ما سوتشي إلا المسمار الذي يُدق في نعش المشاريع الاستعمارية التي باتت على فراش الموت و ما زال لقطاؤها من معارضات الرياض و من أقاصي المنصات كلها يبثون إشاعات حياتها و إشاعات كيانها الصلب الذي بات هشاً إلى أبعد الدرجات....

 و الفرق بين حلفاء سورية و حلفاء أعداء سورية أن حلفاءها يريدون إنزال الوليد السياسي من رأسه بشكل سلس طولاني طبيعي بعد أن يعطي ماء الرأس السياسي العالمي الإيذان بانفجار كوني استشرافي للوجود لا للزوال يخرج منه ماء البدايات المنشودة  بينما حلفاء أعدائها يريدون إنزال الوليد السياسي بشكل عرضاني منهك ما يجعل الولادة تتجه إلى قيصرية تشق البطون و النفوس و تجعل من العقول مستعصية في الفروج و الأرحام و المصالح الآنية و الأغراض الذاتية لا الوطنية .....

في خارطة الشمال السوري  نزل الوليد على طريقة روبرت برادلي الطبيب الإنسان لا على طريقة إنزال حكام بلاده اللصوصيين  و هم يفتخرون بقوات المارينز ليلاً  نهاراً  و ينزلونها كي يجعلوا من ولادة الشرق الأوسط عسيرة بل و كي يشوهوا وليده بالخضوع و المذلة ليكون مسخاً قبيحاً تابعاً يغزون قراره و مقدراته و ثرواته الواعدة في طريق مراهقته و شبابه و نضجه  و ما زال  هذا الوليد الذي نزل على رأسه و بحركة جمبازية وقف على قدميه مبكراً ينظر في كل الاتجاهات ليبحث عن أمه التي هاجرت و هناك في نص لاهوتي وجدها تجري من طور إلى طور  بعد أن أوقدت بالنيران نور إدلب و أيقظت بالجهر كلام الرقة و حلب و عفرين و منبج  فلا سر بعد اليوم و لا خفاء في ضرب مفاصل الإرهاب و مرتكزات الانفصال الأسود المعد في البيوت البيضاوية المظلمة و ما أكثرها

  أمه التي  تنظر إلى عيني السيسي و تحدق فيهما  كي تعرف قدر تقديره كُلَماء الرب بالمحبة و السلام  سيناء التي ما زالت تغرق بقرآنها قبل توراتها و بإنجيلها قبل زبورها و ما زالت يد الإرهاب الصهيوني هي العليا مهما تجملت و خرجت من جيب موسى بيضاء ناصعة باسم الإسلام و تحياته التي باتت نكراء مستنكرة في زمن البلاهة الوطنية و السياسية و العالمية و الدينية و الاقتصادية و الاجتماعية و ما زال الله يكلم عشاقه متسائلاً باستغراب كيف أنه قال في أحد كتبه السماوية "كفى الله المؤمنين القتال !" و ما زالوا في شرّ ذبحٍ و اقتتال !

و كما بدأ المخاض السياسي ستبدأ ملاحم الوطنيين الأحرار فاقرؤوا كلمات الشاعر ياسين الرزوق زيوس كي تنسوا آلام المخاص الأصعب في التاريخ هذا إذا ما لم يكن خرافتنا الكبرى و حملنا الأثقل و زورنا المسفوح على طرقات العور! :


بدأتْ بمؤتمراتكم غفواتي .... لا توقظوني من حياة مماتي 
حلفاء عشق بلادنا نزواتي ..... تبكي بتوبتكم عيون صلاتي 
الروس قالوا قولهم حلفاءً .... و البغض يكسو بالعمالة ذاتي 
هل تدركون معارضاً و صريحاً .... في الائتلاف يخون بالكلمات ؟!
لا تدركوني فالخيانة تؤذي  ..... وطنيَّةَ الحلمات و الرضعات ! 
لدمشقَ أنْ لا تستكين لمأوىً ... و الجند في الأصقاع و العبرات 
هذا هوائيَ يرتجي صحواتي  .... و خيانة الأوطان من حرماتي 
لا تسرقوا الأحلام من حُلفاءٍ ..... ضحُّوا بأنْفسهم على الطرقات 
إنّ الحروب غنائمٌ مذْ صلّى  .... في أمسه المحموم بالسرقات ! 



   اقرأ المزيد لـ  ياسين الرزوق زيوس


لإرسال مقالاتكم و مشاركاتكم
يرجى الضغط على كلمة  هنا


ليست هناك تعليقات