أتذكر وأنا تلميذة في المرحلة الابتدائية أن فرقا صحية كانت تقوم بتلقيح التلاميذ بمصل الوقاية من الأمراض السارية ومنها التدرن الرئوي الذي كان يفتك بآلاف من المواطنين لأسباب عدة لسنا بصدد ذكرها في موضوعنا اليوم. إلا ان المؤسسات الصحية الدولية سعت لمكافحة المرض والقضاء عليه عالمياه من منطلق ( الوقاية خير من العلاج )بمعنى واضح أن المرض تم قلعه من الجذور وتم إنقاذ البشرية جمعاء من هذا الداء الخطير وكذلك حال أمراض أخرى كالحصبة وشلل الأطفال والعمل جاري لاجتثاث مسائل أخرى تعاني منها المعمورة.
لا زالت ظاهرة ممارسة العنف في المجتمعات الشرقية مستشرية وبشكل مقلق ولا توضع حلول جذرية لمكافحة هذه الظاهرة وقلعها من جذورها نهائيا وتشمل شرائح مختلفة من المجتمع الدولي وهي نتيجة لأفكار دينية وقبلية وعشائرية متخلفة وكذلك ما موجود ضمن مناهج الدراسة خصوصا في المراحل الأولى من عملية التعليم ولا زال التربويون في بلداننا يتمسكون بمبدأ إشاعة الغطرسة والتعالي حين استخدم اسلافهم العنف في حيثيات التاريخ الإسلامي واعتبار الغزوات وكسب الغنائم وجلب الأسرى هي بطولات وانتصارات دينية أو إثنية على حساب اقوام اخرى لأغراض شتى عكس ما تتضمنه المناهج التربوية في الدول المتقدمة التي تدعوا إلى إشاعة ثقافة السلم الاجتماعي والتعايش الإنساني بين أبناء البشر بغض النظر عن الدين أو المعتقد أو الجنس أو اللون. وفي بلدنا ما زالت تمارس بعض التقاليد الموروثة البالية عند أداء بعض الشعائر الدينية وقد شاهدتها بأم عيني أثناء الاحتفال بالمولد النبوي الشريف وكذلك في ذكرى عاشوراء والمئات من الرجال مضرجين بدمائهم فضلا عن شمول الأطفال باراقة دمائهم بالات جارحة وغيرها من الممارسات اللامقبولة في عصرنا.
إن مهمة مكافحة هذه الظواهر السلبية تقع على عاتق المرجعيات الدينية أولا ووسائل الإعلام ثانيا والقوانين التي تمنع إيذاء وتعنيف الذات ، وهكذا بالنسبة للإرهاب فعلينا وعلى جميع مؤسسات الدولة ومنظمات المجتمع المدني والجهات الإنسانية العمل وفق منهج وبرنامج ( مكافحة الإرهاب وليس فقط محاربته )
|
ليست هناك تعليقات