المواطنون لا ذنب لهم ليدفعوا ثمن الحروب، يقدموا اولادهم فدية للطامعين المزروعين على كل الدروب ،
اطفالهم والمسنين يموتوا من سوء التغذية يرهقهم الجوع والالم عند كل غروب ، اصوات المدافع والغازات السامة المنتشرة في الاجواء تقتلهم وليس من سبيل للهروب ، ارحموا الطفولة البريئة كفانا دمارا" للانسان والبنيان، لقد أرهقت وشردت وحوصرت وملّت من جرائمكم الشعوب ..
فلنحّكم ضمائرنا بعيدا" عن الاستعمار ولا نتخذ الابرياء رهينة لمخططاتهم ، فلنحميهم بدلا من أن نهدم طموحاتهم ونحرمهم من مستقبلهم ، يكفيهم ما تحملوا من مآسي نتيجة الخراب والدمار ، فلنجعل ليلهم نهار، ونمسك بايديهم ونبعدهم عن اجيج النار ولنحقق لهم بلدا" تسطع بداخله شمس الحرية ليشعروا بالطمأنينة والأمن والأزدهار .
في غزة أطفال جوعى بلا مأوى ولا طبابة ولا دفئ ولا أمان، اليمن تنازع نتيجة الامراض المتفشية والجثث المنتشرة وليس لأنينهم اذان تسمع، سوريا تدّمر وتحرق وتجزأ ،عائلات يمحى أثرها وتطمر تحت الانقاض وليس من معين ،العراق عانى الامرين ، ولبنان ذاق الويلات أيام الحرب الأهلية ،
الى اين نحن سائرين واي درب قادونا اليها ،الا يكفي أمتنا ما تعاني من محن ، اي ثورة نتكلم عنها ولهيب النيران لا تخمد، الا يكفينا دروسا"حول الصراعات الداخلية ،أخ يقتل اخاه وابرياء تذبح على الهوية ، متى ستسطع شمس الحرية ،وتنقشع الغيوم المتلبدة الضبابية عن سماؤنا ، متى ستشهد المجد والعزة منطقتنا ،وصوت الحق يعلو لنصرة قدسنا الذي يحتضر .
التحرر من الاستعمار تضحية طبيعية حتمية ، يكفي اغتصاب للارض وخسارة حرب وتقسيم بلدان وتشريد شعوب، يلزمنا انجازات ايجابية تحقق بجرأة ، تذكرنا بعروبتنا بهويتنا بانتماؤنا ،
فلنبتعد عن الخلافات والصراعات،ونكثف اللقاءات للاهتمام بالقضايا الجوهرية فلتلتئم مجتمعاتنا الممزقة ،ويعود مثقفينا للواجهة ،وتختفي مظاهر الفقر من شوارعنا ،ونحمي اطفالنا من الاغتصاب ، ومجتمعاتنا من الانحلال ، ونحمي عروبتنا من التمزق .
مهما تعرضت الشعوب للقصف ، لن يقتلوا روح الوطنية بداخلهم ، ومهما قوبلوا من ظلم وقهر ، لن يسكتوا صوت الحق بصدورهم ، انهم ابطال ينفضون عنهم غبار الموت ، يولدون من أرحام الظلام ، ينادوا بعروبتهم وتشبثهم بأرضهم ،ينيروا دروبهم بالتحدي ومن الصعب ان يطفؤوا شمعة الأمل من خريطتهم .
ليست هناك تعليقات