كلمة لا بد منها: مضى عام و حل عام.
مضى عام وجاء آخر ولا زلنا نسند ظهورنا الى حيطان الشوارع الحرشاء ، ونتكئ على ما تبقى من أشجار القرية النخرة. مضى عام و دخل الثاني ، ولا زلنا نرتشف شاي المقاهي العتيقة من نجمة الصبح الى قمر الليل الطويل. و نلف أجسادنا النحيلة بمعاطف اشتريناها من تجار متجولين منذ سنين ، حضر العام الجديد ، و نحن لا نزال في محنة الانتظار العسير ، وأعناقنا كلت من ألم التطلع الى سكن أو وظيفة ، وعدونا بها منذ زمن طويل ، ولسذاجتنا أو لطيبتنا لسنا ندري صدقنا أقوالهم ، وكبرت أحلامنا بكبر أعمارنا الضائعة ، في متاهات الوعود الزائفة . حل العام الجديد ، فتغيرت أحوال أناس جدد لم يكن يعرفهم التاريخ بقريتنا ، فدحروا أصحاب القلوب الطيبة ، و جذبوها الى الوراء ، وتبوأو المقدمة وذاع صيتهم و سطوتهم على كل ضعيف . و كأن الشمس صارت تشرق لأجلهم. مضى عام و جاء عام و لا زلنا نردد أغاني الطفولة البريئة،:سيعود أبونا من السوق ، ويحضر لنا قطع الحلوى. في الوقت الذي ظهر جيل من البشر لم يعد يصدق وعد أبيه ،. حل العام الجديد ولا زلنا مقتنعين أن المستقبل سيكون أفضل من الحاضر، و هو مجرد حلم نتشبث بخيوطه البالية ، وأن القطار سيتوقف بمحطتنا و الحقيقة أنه قد مر ولم يخلف وراء سوى دخان حجب عنا رؤية الاشياء على حقيقتها. مر عام و حل محله التالي وجاء مقتربا منا خالي الخفين وحضر إلينا شاحب الوجه صفر اليدين. فعلام الانتظار إذن ولماذا كل هذا الإصرار ?!.
ليست هناك تعليقات