أخبار الموقع

اهــــــــلا و سهــــــــلا بــــــكم فــــــي موقع مجلة منبر الفكر ... هنا منبر ختَم شهادةَ البقاءِ ببصمةٍ تحاكي شَكلَ الوعودِ، وفكرةٍ طوّت الخيالَ واستقرتْ في القلوبِ حقيقةً وصدقاً " اتصل بنا "

ملتقيات الفكر الاسلامي « الأنوار ضد الظلامين » [ ح2 ]: الصحوة الإسلامية المؤقتة » ... بقلم : يسين بوغازي


 ملتقيات الفكر الاسلامي
 « الأنوار ضد الظلامين »
     الحلقة الثانية : الصحوة الإسلامية المؤقتة 
 بقلم : يسين بوغازي
 21/12/2017


«  مجلة منبر الفكر »     يسين بوغازي   الجزائر  21/12/2017


 الحلقة الثانية: الصحوة الإسلامية المؤقتة ؟

في ذروة  التوقيت الزمني لبزوغ ما سمى بالصحوة الإسلامية  في أبجديات الفكر الإسلامي وقد أضحت مصطلح تعددت مآلاته التاريخية والسياسية والثقافية .والصحوة الإسلامية التي بدأت فكرة  بسيطة لأجل الإسلام ولأجل إحياءه  طلعت مند أواخر الستينيات ومطالع سبعينيات القرن العشرين بمصفوفة من البرامج والتوصيات ومن المناهج والممارسات لما يستطلب الالتزام به للمسلمين في  جميع تجلياتهم  الحياتية والثقافية والاجتماعية والعلائقية ومناحى يوميات المسلم ، وعلى مقاسات هذه الالتزامات الاشتراطية ظهر ما يسمى بالإسلام السياسي هذا الأخير الذي اضر بالصحوة الإسلامية والإسلام ضررا بليغ.

ثم إن مصفوفة الصحوة الإسلامية كانت جوهرة الاشتغال الندوي والتفكير العقلاني  ضمن ملتقيات الفكر الإسلامي وكانت  مصفوفة لأجل إيجاد التوافق العصري  الممكن بين مختلف المشارب التفكيرية من العلوم الإنسانية والعلوم الثقافة والفنون والحكامة والسلطة وبين البنوك وملامح العلاقات الاقتصادية والحريات الفردية والثنائية والحريات الأخرى كالمرأة والأقليات والطوائف المضطهدة  وجميع الاستظهارات الحديثة ذات الصلة بالفكر الإسلامي ، وان هذه الاشتغالات  قد جعلت من الصحوة الإسلامية فكرة الأفكار وجوهرة الاستشراف الممكن للغد الإسلامي الممكن أيضا ضمن عالم مضطرب ؟ وهي  في الحقيقة فكرة قديمة  متجددة فهي ليست وليدة السبعينيات من القرن العشرين ، ودارسيه يعيدونها  إلى  زمن المشروع الإصلاحي للجمال الدين الأفغاني ومن تلا بعده  من أسماء وجماعات كالسلفية والإخوان المسلمين والجماعة الإسلامية الباكستانية ،و الغريب أن جميع هذه التشكيلات والجماعات قد أساءت في تطبيق مقتضيات  هذه الصحوة الإسلامية  بل لقد أضرت كثيرا بالفكرة الأولى .

لقد شغلت الصحوة الإسلامية و مصفوفتها الجديدة العالمين العربي و الإسلامي وأن ملتقيات الفكر الإسلامي قد أعطتها فسح رمانية طويلة واستجلابات علمائية جليلة من أعظم الأسماء المقتدرة في مجالات الثقافة والفقه و التفكير الإسلامي  لذلك الوقت فيما أن أسماء من خارج المعطى الجغرافي الإسلامي والعربي قد استدعيت دعما للفكرة الأولى كصاحبة كتاب الشهير شمس العرب تشرق على الغرب سيغريد هونكه والفيلسوف الفرنسي الذي أتعبته ساحات الأديان رجاء جارودي وغيرهما كالآسيوين والقوقازيين والهند لان  النية في إيجاد مخارج  فكرية  كانت بريئة براءة الدين المحمدي الحنيف نفسه .

ثم إن إعطاء فسح لهذه الأفكار في ذلك الزمن الماضي  لم تكن لتثير الكثير من الإشكالات لا الرسمية ولا الأهلية  باستثناء ما تلا من  ارتكابات الاخوانية الجزائرية التي مشت في  منحى مغايرا في أواخر السبعينيات والثمانينات .علما أنه في المقابل أن  الجزائر في  أواخر الستينيات والسبعينات كانت تحاول درء تهم الإلحاد الشيوعي الاشتراكي والسطوة الثقافية الفركوفونية التي صبغت الجزائر في الأوساط العربية  فلا تفهم لماذا كان السلوك الاخواني على تلك المقاسات . وان هناك من الباحثين المنشغلين على هذه الملتقيات يرجعون أصلا بزوغ ملتقيات الفكر الإسلامي بتلك القوة والحفر المحاضراتي و العلمائي ضمن تلك  الأطر والمخاوف التي ارتسمت أمام  القيادة السياسية  وقتها ربما واستوجبت التفكير في إنشاء البديل الثقافي بمقومات العروبة والإسلام فكانت الملتقيات الإجابة الصادحة .

على كل حال ، كان يراد للملتقيات الفكرية الإسلامية إظهار الجانب الانتمائي لغير الفركوفونية والاشتراكية وان الأسماء  التي جلبت كانت من جميع الأوطان و الجنسيات والانشغالات الفكرية ، فلم تكن هنالك  خطوط الممنوع ولا مضايق القمع الفكري ولا القوائم العلمائية والثقافية الموضوعة تحت  اشراطات المنع والملاحقة ، ولا تهم العمالة ولا مصطلحات من جنس عالم باع نفسه ،

في الحقيقة  لم تكن أبدا  متلقيات الفكر الإسلامي في الجزائر على قاعدة الطالب والمطلوب ، ففتحت قاعات المحاضرات  على الشغف المعرفي  وعلى تأصلات التي بدت في تلك الفترات   ثورية ومعاصرة وهي اليوم  ترى أنها كانت  تأصيلات متجاوزة تماما للمتطلبات الإنسانية الحقوقية .ولقد كانت الرغبة في تصور مغاير للإسلام  الثقافي والحضاري والعلمي  قلب  تلك التأصيلات المثيرة فيما كانت  الرغبة في إزاحة صورة نمطيته تقليدية سادت   بين النخب  عن  الفكر الإسلامي هاجس مركزي للملتقيات لأن سطوة طاغية كانت لمعتنقي الفكر الإيديولوجي الاشتراكي والشيوعي الإلحادي  حددت هذه  المقاسات ليستمر التدافع  ضمن الصحوة الإسلامية  وما ضمته من بدور إفشالها ممن منحتهم فسح التعبير والتفكير ، 

لأنه مهم  جدا الحديث عن الصحوة الإسلامية  كأهم رافد حمل أماني  ملتقيات الفكر الإسلامي ، بل لقد كانت  جوهرة الفكرة الإسلامية الجديدة بما أعلته تلك  المحاضرات وما أثارته تلك  النقاشات بل إن هنالك من يطلق على الملتقيات  أنها لم تكن سوى ملتقيات الصحوة الإسلامية  في الجزائر ؟ 

فعلى اعتبار أن مصطلح الصحوة اشمل وأعمق ولأنه المصفوفة الشاملة لما يراد أن ينجلي من  فتوحات تلك  الملتقيات الفكرية نحو استشرافية إسلامية عصرية ممكنة وعلى الأقل ضمن أماني التغير  الذي  اختطفه الإسلام السياسي  الذي كان وكأنه متخفي خلف ستائر النقاشات العلمية و بوح العلماء ، الإسلام السياسي الذي قدم نفسه وريث شرعي للمتلقبات الفكر الإسلامي وقد رفع شعار الإسلام هو الحل ؟ 

في المقابل بات في علم اليقين أن الصحوة الإسلامية لم تكن سوى مصفوفة تصورات إسلامية مؤقتة ، مصفوفة لما تصور انه الحل الشامل  لكنها لم تستطع  التحكم فيه و خرج كل شيء عن السيطرة ! فالمآلات الفكرية التي اخدت مخارج خطيرة  وعنفية  قد عبثت بأماني ملتقيات الفكر الإسلامي ورمزيته ، وبأماني الصحوة الإسلامية  وبرائتها ، وبأماني الأجيال التي كانت متعطشة للفضيلة  ضمن المشارب الإسلامية المحمدية الحنيفة قبل أن تعصف بها رياح السموم  ويتضح فيما بعد  أن الصحوة الإسلامية لم تكن سوى ظاهرة فكرية بتأصيلات إسلامية استشرافية حالمة  ، اتضح أنها لم تكن سوى صحوة مؤقتة .

 اقرأ المزيد لـ يسين بوغازي


لإرسال مقالاتكم و مشاركاتكم
يرجى الضغط على كلمة  هنا 


ليست هناك تعليقات