"المسؤولية" واحدة من القيم الإنسانية النبيلة، وهي قبل كل شيء استعدادٌ فطري. فمَن لم يمتلكها سيغوص بشكل مريع في مشاكل جمّة
لا تُعدّ ولا تُحصى، وهي بشكل أوسع وبداية لكل المشكلات الاجتماعية، فتفكك الأسر مثلاً يكون بسبب فقد الوالدين للمسؤولية، وأخرى
في الفساد بالعمل، كالرشوة وتمرير الأموال لمن لا يستحقها، فهذه مسؤولية على كل موظف، وحتى في المجال الأخلاقي في الأنظمة العالمية
أنت مسؤول عن تصرفاتك، فمن يفقد هذه الميزة الفطرية سيواجه مشاكل تضرُّه وتضرُّ مجتمعه ككلّ.
هنالك الكثير من الأشخاص من هم ينفرون من المسؤولية ويحاولون «الصبينة» ولا يتحمّلون فكرة النضوج، لا يواكبون النضوج
الاجتماعي، فلكل عمر نمط معين للعيش، ولكن هؤلاء يهربون منه باستمرار. تعتبر "عقدة بيتر بان"، مصطلحاً يستخدم لوصف الشخص الذي
يرفض تحمل المسؤولية، وقد استمدّ الاسم من الشخصية الكارتونية المعروفة بـ (بيتر بان)، وهو طفلٌ شقيٌّ صغير يستطيع الطيران، ويعيش
في جزيرة نيفرلاند، وهذه الجزيرة لا يكبر فيها الأطفال أبداً، وهكذا يرفض أن يكبر في العمر لأنه يرفض أن يتحمل المسؤولية، وقد
تم توصيف هذه الحالة لأول مرة في العام 1983 بعد نشر كتاب عقدة بيتر بان: الرجل الذي لن يكبر أبداً للدكتور دان كيلى، ولكن لا
يعتبر إلى وقتنا هذا مرضاً، وغير وارد بالدليل التشخيصي للأمراض النفسية، ولكنه سبب من أسباب الفشل في الحياة العملية والأسرية.
قد يعتقد البعض منا، أنه أو أطفاله في معزل عن هذه المرض، إذا صح التعبير، وفي الحقيقة، لا أحد في معزل، ولكن خير علاج هو المعرفة
بجوانبها وأسبابها، وهذه الجزئية التي سأتحدث عنها في مقالة الغد، المهم هو المعرفة لأنها أساس العلاج والنجاح دوماً.
ليست هناك تعليقات