من كوربن إلى أمية رمضان حرب صهيونية على الصحوة العالمية ... بقلم : معن بشّور
بعد أن أحس المسؤولون الصهاينة أن طوق العزلة والمقاطعة الدولية للعنصرية العدوانية الصهيونية يزداد بوتيرة متسارعة بداوا بحملة مضادة على مستويين اولهما عربي واقليمي وثانيهما دولي. على المستوى الأول نرى تسارعا في الإعلان عن خطوات تطبيعية تعلنها دول عربية ويقوم بها مسؤولون عرب وصولاً إلى اتفاق تطبيع العلاقات مع حكومة أردوغان دون رفع الحصار عن غزة الذي كان شرطا تركيا للتطبيع منذ عام 2010، حين استشهد عشرة أبطال أتراك في سفينة “ما في مرمرة”، وسقوط جرحى بينهم الأخ المناضل هاني سليمان عضو الأمانة العامة للمؤتمر القومي العربي والعضو المؤسس في تجمع اللجان والروابط الشعبية الذي أصيب بإعاقة دائمة في ساقه.
أما المستوى الدولي فنرى حملة تنكيل واسعة في فرنسا ضد المتضامنين مع فلسطين والناشطين في إطار حملة المقاطعة B.D.S ومحاكمتهم حسب قانون “تشجيع الارهاب” وأبرزهم الناشطة الفرنسية أمية رمضان ذات الأصول العربية (الأب مصري والأم جزائرية) التي أحيلت إلى القضاء بسبب تغريدة على التويتر أكّدت فيها “أن الشعب الفلسطيني مصمم على استعادة حقوقه”، وقد تؤدي إلى سجنها سبع سنوات. بالإضافة إلى ملاحقة العشرات من ناشطي المقاطعة بموجب قانون جديد يجرم كل دعوة إلى مقاطعة العدو الصهيوني.
وأنها لمقارنة لافتة ان تجري هذه الملاحقة فيما تطلق حكومة هولاند “مبادرة” لتسوية الصراع في الشرق الاوسط.
أما في بريطانيا فلا يمكن أن نفسر الحملة المفاجئة لإسقاط رئيس حزب العمال البريطاني جيريمي كوربن المعروف بدعمه الصريح للحقوق الفلسطينية بعد أيام من اغتيال مساعدته النائبة جو كوكس على يد عنصري بريطاني نفذ عن وعي أو غير وعي قراراً عنصريا صهيونياً باغتيالها انتقاما لها من تصريحات جريئة مناصرة للقضية الفلسطينية ادلت بها مؤخرا.
إن هذه التطورات تستدعي أوسع تحرك عربي وإسلامي وعالمي لمواجهة الهجمة الصهيونية الجديدة التي لم تكتف ببحار الدم التي تغرق بها بلادنا، بل تسعى للإجهاز على هذه الصحوة العالمية الصاعدة ضد العنصرية الإرهابية الصهيونية ولصالح الحق الفلسطيني الساطع من دماء الشهداء وأنين الجرحى وآهات الأسرى.
إنها دعوة لكل قوى الحرية في الأمّة والعالم لإيقاف كل اندفاع في سياسات التنكيل بأنصار فلسطين يرى فيه العرب والمسلمون وأحرار العالم عملاً عدائياً ضدهم.
كاتب عربي
ليست هناك تعليقات