يجمع فيلم «هاكسو ريدج» بين أفلام السيرة الذاتية والحربية والدرامية والغرامية، وهو من إخراج المخرج والممثل ميل جيبسون. واشترك في كتابة سيناريو الفيلم الكاتبان السينمائيان أندرو نايت وروبرت شينكان.
ويستند فيلم «هاكسو ريدج» إلى شخصيات وأحداث حقيقية وقع بعضها خلال معركة هاكسو ريدج في جزيرة أوكيناوا اليابانية خلال الحرب العالمية الثانية. والشخصية المحورية في قصة الفيلم هو العضو في الوحدة الطبية في الجيش الأميركي ديسموند دوس (الممثل أندرو جارفيلد) الذي رفض حمل السلاح والاشتراك في القتال لاعتبارات تتعلق بمبادئه الدينية والأخلاقية، ومنح ميدالية الشرف من الرئيس الأميركي هاري ترومان تقديرا لإنقاذ 75 من رفاقه العسكريين الأميركيين وسط إطلاق نيران العدو المتواصل، وبذلك أصبح أول عسكري أميركي يرفض حمل السلاح لاعتبارات دينية وأخلاقية يمنح ميدالية الشرف في تاريخ الولايات المتحدة.
وتبدأ أحداث فيلم «هاكسو ريدج» في مرحلة نشوء الشاب المتدين ديسموند دوس في منطقة جبلية بولاية فرجينيا الأميركية، في كنف والده الفظ والمشاكس والمدمن على شرب الكحول، متأثرا بما تعرّض له من تجارب مؤلمة خلال الحرب العالمية الأولى. ويتبع ديسموند دوس شقيقه بالتطوع في الجيش خلال خدمته في الحرب العالمية الثانية، إلا أنه يرفض حمل السلاح، ويتعرض خلال مرحلة التدريب العسكري في ولاية ساوث كارولينا للمقاطعة وإساءة المعاملة من قبل الجنود الآخرين الذين يعتبرونه شخصا جبانا. إلا أنه يكتسب احترامهم بفضل ما يقدمه لهم من تضحيات وخدمات كعضو في الوحدة الطبية العسكرية خلال معركة هاكسو ريدج. ونتعرف قبل تطوعه في الحرب على العلاقة بينه وبين صديقته شون شوت (الممثلة تيريزا بالمر) التي كانت تخشى أن لا تراه مرة أخرى، خاصة لأنها كانت تتوقع تعرضه للاضطهاد على أيدي زملائه العسكريين بسبب موقفه ضد حمل السلاح. وتمت محاكمة ديسموند دوس عسكريا، إلا أن قادته العسكريين سمحوا له بالذهاب إلى ساحة القتال في أوكيناوا بدون سلاح يحميه، حيث قام بإنقاذ عدد كبير من العسكريين الأميركيين وسط إطلاق النار والقنابل اليدوية. وينقسم فيلم «هاكسو ريدج» بشكل عام إلى جزأين، ونتعرف في الجزء الأول على الحياة الشخصية لديسموند دوس والدوافع الدينية والأخلاقية التي دعته لأن يرفض حمل السلاح في الحرب ثم الخدمة في وحدة طبية عسكرية في تلك الحرب. والجزء الثاني يتركز على معركة هاكسو ريدج في جزيرة أوكيناوا. ويؤكد الجزءان قصة شخص صاحب مبدأ وعاقدا للعزم.
وفيلم «هاكسو ريدج» واحد من أقوى أفلام أبطال الحرب، كما يقدّم صورة واقعية لويلات ومآسي الحرب. ويجمع هذا الفيلم بين العديد من المقومات الفنية، كقوة الإخراج وسلاسة السيناريو وأداء الممثلين، وفي مقدمتهم الممثل أندرو جارفيلد في تجسيده الواقعي لشخصية بطل الفيلم ديسموند دوس، والممثلين فينس فون وتيريزا بالمر وسام وورثينجتون ولوك بريسي. كما يتميز الفيلم ببراعة تصوير المشاهد الحربية الواقعية والمونتاج. واتفق عدد من النقاد على أن هذا الفيلم واحد من أقوى أفلام العام 2016، وأقوى فيلم من إخراج المخرج والممثل ميل جيبسون. وسجّل فيلم «هاكسو ريدج» معدل 87% على موقع الطماطم الفاسدة الذي يضم أكبر عدد من نقاد السينما الأميركيين.
وعرض فيلم «هاكسو ريدج» في مهرجان البندقية السينمائي، حيث استقبل بتصفيق حاد استمر عشر دقائق. ورشح الفيلم لأربع عشرة جائزة وفاز بثلاث من جوائز هوليوود السينمائية لأفضل مخرج للمخرج ميل جيبسون وأفضل ومونتاج وماكياج. واحتل هذا الفيلم في أسبوعه الافتتاحي المركز الثالث في قائمة الأفلام التي حققت أعلى الإيرادات في دور السينما الأميركية. وبلغت إيرادات هذا الفيلم 43 مليون دولار خلال أسبوعين، فيما بلغت تكاليف إنتاجه 45 مليون دولار. وافتتح هذا الفيلم في 2886 من دور السينما الأميركية وعرض في 32 دولة حول العالم.
وفيلم «هاكسو ريدج» هو أول فيلم يخرجه المخرج والممثل ميل جيبسون بعد غياب عشر سنوات عن الإخراج السينمائي، وهو الفيلم السادس من إخراجه. ومع أن هذا الفيلم من أفلام السيرة الذاتية والحربية فهو يختلف عن الأفلام السابقة للمخرج ميل جيبسون التي اعتمد أبطالها، إلى حد كبير، على أعمال العنف، في حين يشتمل هذا الفيلم على رسالة واضحة تطرح موضوع رفض الحرب ودعم الحلول السلمية.
ليست هناك تعليقات