أخبار الموقع

اهــــــــلا و سهــــــــلا بــــــكم فــــــي موقع مجلة منبر الفكر ... هنا منبر ختَم شهادةَ البقاءِ ببصمةٍ تحاكي شَكلَ الوعودِ، وفكرةٍ طوّت الخيالَ واستقرتْ في القلوبِ حقيقةً وصدقاً " اتصل بنا "

فرط الحركة وتشتت الانتباه عند الأطفال ... بقلم : د.صالح العجلوني



  فرط الحركة وتشتت الانتباه عند الأطفال  
  بقلم :  د.صالح العجلوني
  27/12/2016



اضطراب نقص الانتباه وفرط الحركة هو حالة تبدأ في مرحلة الطفولة عند الإنسان.. وهي تسبب نموذجا من تصرفات تجعل الطفل غير قادر على اتباع الأوامر أو على السيطرة على تصرفاته أو أنه يجد صعوبة بالغة في الانتباه للقوانين.. وبذلك هو في حالة إلهاء دائم بالأشياء الصغيرة.

المصابون بهذه الحالة يواجهون صعوبة في الاندماج في صفوف المدارس والتعلم من مدرسيهم، ولا يتقيدون بقوانين الصف المدرسي، مما يؤدي إلى تدهور الأداء المدرسي لدى هؤلاء الأطفال بسبب عدم قدرتهم على التركيز، وليس لأنهم غير أذكياء، لذلك يعتقد أغلبية الناس أنهم مشاغبون بطبيعتهم.

يجب التفريق بين الشقاوة العادية وبين فرط الحركة او الحركة الزائدة، فالشقاوة بشكل عام مطلوبة في الطفل.. والملاحظات التربوية تؤكد ان الشقاوة مرتبطة بالذكاء.. وكلما ارتفعت درجة الذكاء زادت الحركة والنشاط.

نشاط الطفل خارج عن المألوف.. علامة مرضية!

الطفل الذكي يميل الى حب الاستطلاع والمعرفة، يلمس الاشياء ويرغب في فك وتركيب المركب منها للاستطلاع ورغبة في المعرفة يتجول هنا وهناك بحثا عن المعلومة.. واجابات الاسئلة التي تدور بذهنه ويحاول ان يفهم عالمه من خلالها.

اما الطفل الساكن الخامل الذي يجلس في مكانه دون شقاوة ولا يبدي حراكا.. فهو قنبلة موقوته ستنفجر اجلا او عاجلا وهذا نوع من الاطفال نخاف منه ونخاف عليه ايضا فسلوكه هذا يؤكد اصابته (احيانا) باضطراب نفسي خطير مع مراعاة اساليب المعاملة من قبل والديه.

وحركة الطفل مرغوبة ويجب احترامها لذا لابد من توفير المساحة والمجال لتلك الحركة والنشاط خاصة في سنوات عمر الطفل الاولى.

اما النوع الثاني المرضي من الحركة والتي لاتندرج تحت مسمى الشقاوة فهي فرط الحركة التي تشير (احيانا) الى اصابة في القشرة الدماغية مما يضعفها وبالتالي يضعف تأثيرها القوي المهدئ لنشاط المراكز تحت القشرية، فتكون حركة الطفل المصاب بفرط الحركة غير هادفة ولا معنى لها.

أسباب فرط الحركة

هناك اسباب وراثية واخرى اجتماعية تأتي بسبب زواج الاقارب او بسبب التأخر في لحظة الولادة او نتيجة متاعب او امراض في حوض الام وبعض حالات فرط الحركة يكون بسبب زيادة النشاط الكهربائي في خلايا الدماغ.

وفرط الحركة او الشقاوة الزائدة نوعان: الاول، يتبعه نقص في الانتباه وعدم استيعاب للدروس فيعاني الطفل من مصاعب دراسية وهذا يحتاج الى علاج مكثف ومتخصصين مؤهلين للتعامل مع هذه الحالات.

والثاني، لا يصحبه فقد للانتباه ويمكن علاجه عن طريق معرفة نوع الطعام الذي يتناوله الطفل والتقليل من الانواع التي تحتوي على الجلاتين والملونات والاضافات المميزة للطعم.

والفرق بين الطفل المشاغب والذي يعاني من فرط الحركة يتضح بعد استشارة طبيب امراض الدماغ والاعصاب عند الأطفال.

ويرى البعض ان الشقاوة الزائدة تكون احيانا مجرد رسالة من الطفل لابويه يقول من خلالها, «انا موجود اهتموا بي ولا تتركوني وحدي وقتا طويلا».

وهذه الحالة تأتي عندما يكون الطفل ضحية لصراعات داخل الاسرة والعلاج يكون بالمتابعة من الاسرة كلها ومنح الطفل الكثير من الحب والاهتمام الحقيقي وليس الاهتمام القاصر على حالته المرضية.

مظاهر اخرى للشقاوة الزائدة

عندما يكون الطفل سريع الحركة غير مستقر فاقدا للانتباه والادراك لما يفعل مما قد يؤذيه او قد يؤذي المحيطين به وهنا يصاحبه بالتأكيد عدم تحصيل دراسي وهذه الحالة ليست شقاوة اطفال.

الواقع ان هذه المظاهر والسلوكيات تعكس حالة زيادة توتر في القشرة الدماغية وهي التي تؤدي الى كل هذه التوترات.

التشخيص الدقيق لمثل هذه الحالات ومن ثم وصف العلاج اللازم يتم بعد عرض الطفل على طبيب الدماغ والأعصاب عند الأطفال وعمل تخطيط للدماغ و الفحص السريري للحالة والبحث النفسي الموجه للاسرة، وهذا يساعد على وصف العلاج الدوائي مما يساعد على استقرار التوتر وعودة الطفل الى الحالة الطبيعية في المنزل والمدرسة.

هناك احتمال كبير لاصابة عضوية لخلايا الدماغ اثر حادثة او سقوط من مكان عال او اصابة بالحمى او الحمى الشوكية وكلها تؤدي الى اصابة في خلايا الدماغ وتؤدي الى زيادة نشاط الطفل الحركي.

ويجب التنبيه ألا يغفل دور الاسباب النفسية التي تنحصر في سوء معاملة الطفل او القسوة او العنف في توجيه سلوكياته من جانب الوالدين او المدرسين وفي المقابل لا يستطيع الطفل التعبير عما يجول في نفسه من صراعات نفسية وفي هذه الحالة تظهر هذه الاضطرابات في صورة زيادة في النشاط الحركي والامر السيئ ان المدرسين والاهل لا يدركون سبب النشاط الزائد مما يعرض الطفل للضرب ويكون رد فعل من جانبه زيادة في النشاط والشقاوة اكثر واكثر.

فيكون امامهم طفل عنيد لا يأتي بالتوجيه ولا يستجيب بالضرب واحيانا يكون الطفل مشاغبا جدا نتيجة للعاملين السابقين ـ اصابة عضوية وسوء معاملة ـ والعلاج يكون نفسيا وطبيا بتوجيه الوالدين لكيفية التعامل معه الى جانب بعض الادوية التي تساعد على تخفيض النشاط.

واحيانا يعمل اختبار ذكاء للطفل وتقييم نفسي وسلوكي وتخطيط دماغ للتعرف على ما اذا كانت هناك زيادة في الشحنات الكهربائية في الدماغ ولمعرفة سبب زيادة النشاط الحركي وعلاجه بطريقة صحيحة.

ونصيحة الى كل أب وأم لديهم طفل كثير الحركة ولديهم تساؤلات كثيرة أن يلجأوا الى الطبيب المختص للاجابة على هذه التساؤلات ووضع التشخيص الدقيق ووضع الخطة العلاجية المناسبة لهذه الحالة. 




لإرسال مقالاتكم و مشاركاتكم
يرجى الضغط هنا

ليست هناك تعليقات