إيزفيستيا: فشل حرب تركيا الخاطفة في سوريا
مجلة منبر الفكر - روسيا اليوم
تناولت صحيفة “إيزفيستيا” هجوم القوات التركية وحلفائها على مدينة الباب؛ مشيرة إلى أن النصر على “داعش” يتطلب القيام بعملية عسكرية واسعة، يبدو أن أنقرة لم تكن مستعدة لها.
جاء في مقال الصحيفة:
اضطرت القوات التركية وحلفاؤها إلى وقف الهجوم على مدينة الباب السورية، التي يسيطر عليها “داعش” على الرغم من مساندة الطيران الحربي. وتبين أن هذه القوات غير قادرة على تحرير المدينة. لذلك، فإن المسألة المطروحة حاليا هي إرسال قوات وحدات متكاملة مع الدبابات والمدفعية إلى سوريا. فيما يشير الخبراء إلى أن الحرب الخاطفة لم تكلل بالنجاح، وأن استمرار الحرب ينذر بمشكلات سياسية جدية داخلية وخارجية لتركيا.
ووفق البيانات الرسمية لوزارة الدفاع التركية، شنت الطائرات التركية أكثر من 70 غارة على أهداف في مدينة الباب خلال يومي عطلة الأسبوع. والهدف من هذه الهجمات هو طرد مسلحي “داعش” من المدينة، ومنع الفصائل الكردية من السيطرة على المدينة. ولكن شبكات التواصل الاجتماعي تفيد بأن القوات التركية وحلفاءها السوريين واجهوا مقاومة عنيفة، لم تتمكن حتى القوات الخاصة والمشاة بمدرعاتهم الخفيفة التغلب عليها.
لذلك، فإن عملية “درع الفرات”، التي بدأت في 24 اغسطس/آب 2016، قد تتحول من حرب خاطفة سريعة إلى حرب مديدة واسعة النطاق، فيما قتل خلال هذا الهجوم 16 عسكريا تركيا وجرح العشرات منهم، وفق المعطيات الرسمية. وتدرس السلطات التركية حاليا مسألة إرسال وحدات عسكرية مجهزة بدبابات ومدفعية ثقيلة إلى مدينة الباب، لأنها هي الوحيدة القادرة على اقتحام المدينة وتحريرها من “الجهاديين”. وبحسب معلومات وسائل الإعلام المحلية، الحديث يدور عن إرسال وحدات عسكرية يصل عديدها إلى 8 آلاف عسكري.
وكانت القوات التركية مع حلفائها قد سيطرت في ديسمبر/كانون الأول الماضي على مناطق غرب الباب، واستعدت للسيطرة على المرتفعات المسيطرة على المدينة. ولكن الهجوم المضاد المفاجئ الذي شنه “داعش” أجبرها على الفرار من مواقعها، بعد فقدانها أكثر من عشر دبابات دمرها “داعش” بصواريخ أمريكية الصنع من طراز “تو” المضادة للدبابات. وإضافة إلى هذا، لم تشترك طائرات التحالف الدولي الذي تقوده الولايات المتحدة في دعم القوات المهاجمة.
من جانبها، قد تستغل الوحدات الكردية هذا الارتباك في القوات التركية وحلفائها، وتعمل على ربط الكانتون الكردي عفرين بروج آفا، وإنشاء شريط كردي متصل على امتداد الحدود التركية. وهذا التطور في الأحداث قد يؤدي إلى مواجهات بين الأتراك والأكراد، إضافة إلى وجود قوات الحكومة السورية بالقرب من المكان.
يقول رئيس قسم الاقتصاد والسياسة الحربية في المعهد الروسي للدراسات الاستراتيجية إيفان كونوفالوف في حديث إلى “إيزفيستيا” إن مشكلة مدينة الباب وضعت الرئيس التركي رجب ديب أردوغان في موقف صعب. ويضيف أن تعداد القوات التركية في سوريا غير كبير، حيث تعمل أنقرة على غرار ما فعله الأمريكيون في أفغانستان عام 2001. أي أنها ترسل القوات الخاصة وتضمن لهم الخدمات اللوجستية والدعم الجوي، وتستخدم مسلحي “جيش سوريا الحر” ضعيفي الانضباط والتدريب العسكري كقوة ضاربة. غير أن مسلحي “جيش سوريا الحر” يمكنهم القيام بغزوات سريعة، ولكنهم ليسوا قادرين على اقتحام تحصينات مدينة.
وأضاف الخبير أن الوضع السياسي أيضا يعوق السيطرة على مدينة الباب، لأن الأكراد المدعومين من الولايات المتحدة يطالبون بهذه المدينة، لذلك نلاحظ ظهور خلافات جدية بين تركيا والولايات المتحدة.
وأخيرا، ليس لدى الجيش التركي خبرة في اقتحام المدن. فقد انحصر نشاط القوات التركية في عمليات محاربة الأنصار، وعملية الإنزال في قبرص عام 1974، التي نجحت فيها نتيجة تفوقها العددي على القبارصة. في حين أن الجيوش التي تتمتع بالخبرة القتالية الكبيرة كالجيشين السوري والعراقي تحتاج إلى أشهر لاقتحام المدينة.
ولكي يتمكن الأتراك من تحرير مدينة الباب، عليهم إرسال وحدات عسكرية كبيرة إلى سوريا والقتال بجدية. بيد أن المجتمع والجيش نفسه لا يريدان الدخول في عمليات حربية واسعة. لقد وافق المجتمع على إرسال وحدات محددة إلى سوريا. ولكن السلطات إذا قررت إرسال قوات كبيرة بسبب مدينة الباب، فإن هذا يعني اشتعال الحرب مع الأكراد، وهذا ينذر بمشكلات سياسية جدية داخل تركيا، وتدهور أكبر في علاقات تركيا مع الولايات المتحدة. (روسيا اليوم)
تناولت صحيفة “إيزفيستيا” هجوم القوات التركية وحلفائها على مدينة الباب؛ مشيرة إلى أن النصر على “داعش” يتطلب القيام بعملية عسكرية واسعة، يبدو أن أنقرة لم تكن مستعدة لها.
جاء في مقال الصحيفة:
اضطرت القوات التركية وحلفاؤها إلى وقف الهجوم على مدينة الباب السورية، التي يسيطر عليها “داعش” على الرغم من مساندة الطيران الحربي. وتبين أن هذه القوات غير قادرة على تحرير المدينة. لذلك، فإن المسألة المطروحة حاليا هي إرسال قوات وحدات متكاملة مع الدبابات والمدفعية إلى سوريا. فيما يشير الخبراء إلى أن الحرب الخاطفة لم تكلل بالنجاح، وأن استمرار الحرب ينذر بمشكلات سياسية جدية داخلية وخارجية لتركيا.
ووفق البيانات الرسمية لوزارة الدفاع التركية، شنت الطائرات التركية أكثر من 70 غارة على أهداف في مدينة الباب خلال يومي عطلة الأسبوع. والهدف من هذه الهجمات هو طرد مسلحي “داعش” من المدينة، ومنع الفصائل الكردية من السيطرة على المدينة. ولكن شبكات التواصل الاجتماعي تفيد بأن القوات التركية وحلفاءها السوريين واجهوا مقاومة عنيفة، لم تتمكن حتى القوات الخاصة والمشاة بمدرعاتهم الخفيفة التغلب عليها.
لذلك، فإن عملية “درع الفرات”، التي بدأت في 24 اغسطس/آب 2016، قد تتحول من حرب خاطفة سريعة إلى حرب مديدة واسعة النطاق، فيما قتل خلال هذا الهجوم 16 عسكريا تركيا وجرح العشرات منهم، وفق المعطيات الرسمية. وتدرس السلطات التركية حاليا مسألة إرسال وحدات عسكرية مجهزة بدبابات ومدفعية ثقيلة إلى مدينة الباب، لأنها هي الوحيدة القادرة على اقتحام المدينة وتحريرها من “الجهاديين”. وبحسب معلومات وسائل الإعلام المحلية، الحديث يدور عن إرسال وحدات عسكرية يصل عديدها إلى 8 آلاف عسكري.
وكانت القوات التركية مع حلفائها قد سيطرت في ديسمبر/كانون الأول الماضي على مناطق غرب الباب، واستعدت للسيطرة على المرتفعات المسيطرة على المدينة. ولكن الهجوم المضاد المفاجئ الذي شنه “داعش” أجبرها على الفرار من مواقعها، بعد فقدانها أكثر من عشر دبابات دمرها “داعش” بصواريخ أمريكية الصنع من طراز “تو” المضادة للدبابات. وإضافة إلى هذا، لم تشترك طائرات التحالف الدولي الذي تقوده الولايات المتحدة في دعم القوات المهاجمة.
من جانبها، قد تستغل الوحدات الكردية هذا الارتباك في القوات التركية وحلفائها، وتعمل على ربط الكانتون الكردي عفرين بروج آفا، وإنشاء شريط كردي متصل على امتداد الحدود التركية. وهذا التطور في الأحداث قد يؤدي إلى مواجهات بين الأتراك والأكراد، إضافة إلى وجود قوات الحكومة السورية بالقرب من المكان.
يقول رئيس قسم الاقتصاد والسياسة الحربية في المعهد الروسي للدراسات الاستراتيجية إيفان كونوفالوف في حديث إلى “إيزفيستيا” إن مشكلة مدينة الباب وضعت الرئيس التركي رجب ديب أردوغان في موقف صعب. ويضيف أن تعداد القوات التركية في سوريا غير كبير، حيث تعمل أنقرة على غرار ما فعله الأمريكيون في أفغانستان عام 2001. أي أنها ترسل القوات الخاصة وتضمن لهم الخدمات اللوجستية والدعم الجوي، وتستخدم مسلحي “جيش سوريا الحر” ضعيفي الانضباط والتدريب العسكري كقوة ضاربة. غير أن مسلحي “جيش سوريا الحر” يمكنهم القيام بغزوات سريعة، ولكنهم ليسوا قادرين على اقتحام تحصينات مدينة.
وأضاف الخبير أن الوضع السياسي أيضا يعوق السيطرة على مدينة الباب، لأن الأكراد المدعومين من الولايات المتحدة يطالبون بهذه المدينة، لذلك نلاحظ ظهور خلافات جدية بين تركيا والولايات المتحدة.
وأخيرا، ليس لدى الجيش التركي خبرة في اقتحام المدن. فقد انحصر نشاط القوات التركية في عمليات محاربة الأنصار، وعملية الإنزال في قبرص عام 1974، التي نجحت فيها نتيجة تفوقها العددي على القبارصة. في حين أن الجيوش التي تتمتع بالخبرة القتالية الكبيرة كالجيشين السوري والعراقي تحتاج إلى أشهر لاقتحام المدينة.
ولكي يتمكن الأتراك من تحرير مدينة الباب، عليهم إرسال وحدات عسكرية كبيرة إلى سوريا والقتال بجدية. بيد أن المجتمع والجيش نفسه لا يريدان الدخول في عمليات حربية واسعة. لقد وافق المجتمع على إرسال وحدات محددة إلى سوريا. ولكن السلطات إذا قررت إرسال قوات كبيرة بسبب مدينة الباب، فإن هذا يعني اشتعال الحرب مع الأكراد، وهذا ينذر بمشكلات سياسية جدية داخل تركيا، وتدهور أكبر في علاقات تركيا مع الولايات المتحدة. (روسيا اليوم)
ليست هناك تعليقات