أخبار الموقع

اهــــــــلا و سهــــــــلا بــــــكم فــــــي موقع مجلة منبر الفكر ... هنا منبر ختَم شهادةَ البقاءِ ببصمةٍ تحاكي شَكلَ الوعودِ، وفكرةٍ طوّت الخيالَ واستقرتْ في القلوبِ حقيقةً وصدقاً " اتصل بنا "

« لبلبة، فنّانة كالنّسمة بدأت طفلة وتحلم بعمل فنّي ضخم للأطفال » ... بقلم : سهى صباغ

« مجلة منبر الفكر» - سهى صباغ

كنا نتناول الفطور، حين لاحظنا أن كل من يدخل مطعم الفندق، يقترب من سيّدة تجلس بهدوء، وهي تتناول فطورها، ويسلّم عليها بحرارة واحترام، وما لبث أن خرج طاقم المطبخ بأكمله ليتناوب على أخذ الصوَر مع السيّدة ذات النظّارات السّوداء، والتي علمنا في ما بعد، بأنها الفنانة المصريّة لبلبة، تلك الفنانة النّاعمة، خفيفة الظلّ، ومتعدّدة المواهب، راقصة ومغنّية وممثّلة متنوّعة الأدوار والشخصيّات.

مجلة منبر الفكر - لبلبةقمنا أنا والأصدقاء سلّمنا عليها، وطلبت منها لقاء. وافقت على الفور وبدأنا دردشة، شعرت خلالها بأنني أكلّم صديقة لم ألتقيها منذ سنوات طويلة ولدينا الكثير لنقوله. انتهت المقابلة وكانت قد أخذت هي دور المحاور، لتسألني ونتكلّم بأمور كثيرة بالحياة والفن والإنسان.
أتت إلى مدينة كزابلانكا المغربيّة، بدعوة من مهرجان الدار البيضاء للأفلام الروائيّة والوثائقيّة، الحادي عشر، بمناسبة تكريمها على مسيرتها الفنيّة الطّويلة التي بدأتها وهي طفلة في الخامسة من عمرها.   تتحدّث لبلبة قائلة:
 "مشواري الفني طويل ولم أبعد عنه أبداً، حصيلته 85 فيلماً".

تستطرد فجأة وهي تقول:
"أشعر بأن هناك شيئاً مهماً سيحصل في حياتي، لكنني لا أعرف ما هو، لذلك لا أحب أن أكتب سيرة حياتي الآن. ربما يكون دور مهم في فيلم جديد؛ لا أعرف. لو كُتِب عني الآن، سيكون هناك نقص ما. تعتبر أن ما بان للجمهور هو نصف قدراتها، ودائماً طموح الفنان أكبر".

 أعمال تأتي وأخرى تذهب، يعنيني ما قد يبقى

لا يغيب عن انتباهها صديقها الصحافي والفنان جمال عبد الناصر، الذي يصوّر، فتشاهد الصوَر وتنتقي أفضلها، وتلغي ما لا يعجبها، وتعود لتتابع حديثها بالمكان الذي انقطع تماماً.
"أحب قراءة كتب في علم النّفس، وأحب الأدوار الصّعبة، لكن الآن أطمح لأن أقوم بلعب دور في فيلم يحكي الطّفولة. تردف: "أحبّ الأطفال كثيراً، وأحبّ أن أعيش بعالمهم من خلال عمل فنّي أقوم به. تتابع الفنّانة الاستعراضيّة والدراميّة والكوميديّة لبلبة: غنيت فوق 28 أغنية وعملت مسرحيّة واحدة وفيلماً واحداً للطفل. في أي مكان أكون، أجد الأطفال  يجرون من حولي، يحبّونني. ساعات أحب العودة للطفولة لأنني بدأت العمل الفني مبكراً".

تقول لبلبة عن كيفيّة إنتقائها لأفلامها:
"أنا لست منتجة، لذلك أعتمد على ما يُقدّم لي من سيناريوهات، فأنتقي منها ما يعجبني. لذلك أنا لا زلت أبحث عن دور يعنيني. رغم أنه وبالتأكيد ما قدّمناه من أفلام أثّر بالمجتمع".


لا يغيب عن الفنّانة لبلبة وأنت تحدّثها، أن تنتبه لكل كلمة تسمعها وتفسّرها من كل جوانبها، قبل أن تجيب. كانت تتجنّب الكلام في أي موضوع ممكن أن يُفسّر على أنه سياسي، وربّما يكون الحقّ معها، لِمَا تحوّلت إليه السياسة من ابتذال وما شابه. أما بالنسبة لرأيها بالأفلام التي تقدّم الآن، وما آلت إليه من تراجع، تكتفي لبلبة بأن تقول: "ذلك لا يعنيني؛ هناك أعمال تأتي وأخرى تذهب، يعنيني ما قد يبقى؛ الآن، في العالم كلّه _أيضاً_ هناك من تراجع بمستوى الأعمال"؛ تتابع لبلبة قائلة:
"باتت الأعمال الفنيّة تشبه الموضة؛ بصراحة هناك أزمة نصوص، والمنتج يريد أن يعمل، فيستسهل أي شيء بسيط، وغير مكلف، لكي يُنفّذه، وممكن أن يدرّ عليه الأرباح، وهذا ما يحصل".


سرّ من أسرارها

سؤال يطرح نفسه: كيف استطاعت أن تستمر في عملها الفنّي، متجاوزة الكثير من الصعوبات، طوال هذه السّنوات؟ تجيب ببساطة: "معرفة قدراتي والعمل على ما أمتلكه من تلك القدرات". تُكمل: "قدّمت عمري بأكمله للفن ولم أندم أبداً". بانسياب وتلقائيّة، تتابع لبلبة حديثها بصوت خافت، وكأنها تخبر صديقة حميمة، سرّاً من أسرارها: "لم أكوّن أسرة وأطفال، لكن عندي ملايين من الأسر وليس أسرة واحدة". بدت عليها الطمأنينة وهي تتكلّم وكأنّها في بيتها، وهي فعلاً كانت في بيتها لِمَا لاقته من حفاوة أحيطت بها من قِبَل معجبيها ومحبّيها، والشّعب المغربي المضياف، التي تكلّمت عنه بكل حبّ وإعجاب. تتابع قائلة: "أرأيت طاقم المطبخ الذي خرج ليحيّيني؟ هذا يكفيني".

نعم رأيتهم فعلاً، كيف يحضنوها بحب، ومن دون أي إحساس بالحرج أو بالغربة. هي كما هي في أفلامها وفي الحياة. ربّما هذا هو سرّ نجاحها. فنّانة تمرّ على الناس كالنّسمة من دون أيّ تكلّف، إن من ناحية المظهر أو من ناحية التصرّف أو التّحدّث مع الناس.

لعبت لبلبة في الكثير من الأفلام التي علّمت في السينما المصريّة، لاسيّما بأفلام للمخرج الكبير يوسف شاهين "الآخر"، و"اسكندريّة نيويورك" كما أنها مثلت في عدّة أفلام للمخرج المتميّز والذي رحل شاباً عاطف الطيّب، من هذه الأفلام "ليلة ساخنة"، أمام نور الشّريف، و"ضدّ الحكومة" الذي نال عدّة جوائز، وكان من بطولة الفنان أحمد زكي ، الذي اشتغلت معه أيضاً فيلم "معالي الوزير"، كما لعبت في سلسلة من الأفلام مع الممثّل والكوميدي عادل إمام، منها "البعض يذهب للمأذون مرّتين"، و"خللي بالك من جيرانك"، ومثّلت في فيلم "الشيطانة التي أحبّتني" شاركها البطولة الممثّل القدير محمّد صبحي، وهو من إخراج سمير سيف، ونص للكاتب والسيناريست والصحافي "حسام حازم".

لا زالت لبلبة مستمرّة بعطائها، تنتظر أي دور يناسبها لتعمل بشغف وحبّ لا ينتهيان.


ليست هناك تعليقات