البطل بقلم : فريد غانم 4/1/2017 أدب هو البطلُ. لا يلتفتُ إلى الوراء. قد سئمَ الجهاتِ السِّتّ، فلمْ يبقَ عنده سوى طريقِ السّهم. أراهُ يركضُ في العراءِ خلف عينَيْه الواقفتَيْن على سحابةٍ، ساقاهُ نعامَتان، زِنداهُ صنوبرتان، وصدرهُ كاسرٌ للعواصف. إنّهُ البطلُ الجسور. تأكلُ الدّروبُ نعلَيْه ولحمَ قدمَيه. تُحيّيهِ الزُّهورُ الجليديّةُ وإناثُ الفراشِ البيضاءُ في الأعالي، تمامًا عندَ حوافِّ الكُرة الأرضيّة. طعامُهُ جرادُ الحقول. شرابهُ ماءُ جُذور السّنديان. في الطّريق، طريقِ السّهم، تسقطُ جوارحُهُ؛ صخورٌ بدائيّةٌ تأكلُ كفّيْهِ، أُسودُ الجبالِ تمزّقُ كليتَيْهِ، أُذناهُ تسافران مع أناشيدِ الرِّياحِ الوحشيّة، نحلٌ ثلجيُّ يمتصُّ لسانَهُ، وأنفُه نسرٌ مُحلّقٌ بين كوكبَيْن. وعندَ القمّة لا يبقى منه سوى القلب. هناك يتنفّسُ الصّعداء، يأخذُ استراحةً على مسافةِ عشرِ نبضاتٍ، ويضخُّ دماءَهُ في الآفاقِ التي تنحني، بحثًا عن قمّة أعلى. ثمَّ ينطلقُ، عاريًا، خارجَ الصّناديق، في الجهةِ التي لمْ تتحدَّدْ بعدُ. لإرسال مقالاتكم و مشاركاتكم يرجى الضغط هنا
ليست هناك تعليقات