أخبار الموقع

اهــــــــلا و سهــــــــلا بــــــكم فــــــي موقع مجلة منبر الفكر ... هنا منبر ختَم شهادةَ البقاءِ ببصمةٍ تحاكي شَكلَ الوعودِ، وفكرةٍ طوّت الخيالَ واستقرتْ في القلوبِ حقيقةً وصدقاً " اتصل بنا "

متى ينتهي زمن الرداءة ؟ ... بقلم : عبد الرحمن لوالبية


مجلة منبر الفكر ـ عبد الرحمن لوالبية

البلدية هذا الاسم الذي أصبح يشمئز من ذكره المواطن عند سماعه ،بل تجنب الحديث عنه يبقى أحسن وأحسن . والحقيقة أن البلدية كهيكل وكهيئة بريئة من كل هذا إلا أنه اسم يشير مباشرة إلى القائمين على هذا المنبر الذي سخرته الدولة في الحقيقة لخدمة المواطنين بدون تمييز

وما الإشمئزاز إلا من هؤلاء البشر الذين عشعشت في رؤوسهم أفكار عدائية وإقصائية تجاه المواطن ، فبمجرد ذكر كلم مواطن أمامهم إلا وتعلو محياهم علامات الاستخفاف والإستهانة بذلك المواطن الذي هو في الحقيقة سبب وجود هؤلاء المتطفلين، ولو لاه لما جلسوا واستراحوا على كراسي المسؤولية ، المسؤولية المظلومة المهملة المرمية في مزبلة هؤلاء المستهزئين بقضايا المواطن الكثيرة ، يلعبونبها - المسؤولية- لعبا عشوائيا حتى تحولت من مسؤولية تخدم الشعب وتنظر في أحواله الشائكة إلى مسؤولية متغطرسة متعجرفة سلطت على الؤوس لتفقدها صوابها . تلك هي الرداءة بعينها وهذا هو أوج زمانها وعنفوان شبابها فقد ولدت وترعرعت في تربة هيأها مهندسون اختصاصيون في علم الرداءة ،-إن صح هذا التعبير- واعتنوا بها حتىاشتد عودها وضربت بجذورها في كل اتجاه وتفرعت منها جذور أخرى لا تكاد تحصر ،طوقت البلاد والعباد من كل النواحي . لقد أصبحت مصطلحات السخافة والرداءة واللامبلاة والإهمال والإحتقار عناوين بارزة على جباه تلك الحفنة من الناس ،لا ينتابهم خجل أو وجل من تداولها على مسمع ومرأى الناس جميعا ،بل وأضفوا عليها شرعيتهم المصطنعة على أنها موضة العصر بل ومن متطلباته وراحوا يدعون أتباعهم إلى تشجيعها والعمل بها ونشرها بين عامة الناس كمنهج جديد و أسلوب حضاري يوصل بسرعة إلى عالم الفخفخة ، وليذهب من يخالفهم الفكرة إلى الجحيم . والحديث عن الرداءة وعن الذين يبشرون بها في هذا المقام يطول بنا .ولكن لن يمنعنا ذلك من ضرب أمثلة واضحة . فما معنى أن تثار القلاقل والاتهامات حول رئيس بلدية يحمل شهادة جامعية وينتهي به الأمربسحب الثقة منه ويستخلف بشخص آخر لا يحمل من الشهادات إلا شهادة الميلاد ولا يفقه في أمور التسيير شيئا فتتعطل مصالح المواطنين وتؤجل إلى حين ؟ وما معنى أن يبتز كاتب الحالة المدنية مواطن جاء يطلب شهادة ميلاد أو غيرها ولا تسلم له إلا بعد رشوة ومعارف ؟ وما معنى أن يفوض عامل بسيط في مسؤولية هو ليس بقادر عليها ليتصرف في أمور الناس بغير علم في حين أن القادرين على تحمل المسؤولين يتسكعون في الشوارع بدون عمل والامثلة عن الرداءة كثيرة ومتنوعة في هذا الوطن ونحن حصرناها في البلدية على الرغم من أن الظاهرة لا تكاد تخلو منها أية مؤسسة عمومية على وجه الخصوص ن لقد حصرنا الظاهرة في البلدية لأن هذه الأخيرة تعتبر النواة الأولى والواجهة الأمامية التي تمثل الدولة .ولا يحق لبعض الأشخاص بأي حال من الأحوال أن يشوه ما دأبت الأمة على وضعه في خدمة المواطن. فمتى ينتهي زمن الرداءة يا ترى.؟.

 عبد الرحمن لوالبية

ليست هناك تعليقات