في الطّريقِ إلى واشنطن، ما يزالُ هنديٌّ أحمرُ يحملُ فروةَ رأسِهِ وجعبةً مملوءةً بأسهمِ وول ستريت، ولا يفهمُ لماذا حملَ سجناءُ أوروبّا مدينةَ أثينا القديمةَ على سفينةِ كولومبوس واستوطنوا في ظلِّ تمثال الحرّيّة، ليُعلنوا هُنا أنّهم وضعوا النّقطةَ الأخيرةَ في السّطرِ الأخير.
لقد سقطَتْ جمهوريّةُ إفلاطون من سقفِ كتابِهِ،
حينَ اختلَّ التّوازنُ بينَ الذّكاء والغباء،
فأكلت الجماهيرُ حجارتَها حجرًا حجرًا.
أمّا الفارابي فقد طلبَ اللّجوء السّياسيَّ بعدما انهارَت مدينتُهُ فوقَ عمامتِه،
ولكنَّ رُعاةَ البقر ما بينَ المُحيطَيْن،
يؤثرون حبْسَ كارل ماركس لإدانتِهِ بتهمةِ التّحرّش الجنسي بخزانةٍ سمينةٍ،
ويتقنونَ زراعةَ حقولِهم بالإسلاموفوبيا، والعربوفوبيا، والشّرقوفوبيا، والهِسبانوفوبيا.
وهكذا، سيصلُ الهنديُّ الأحمرُ في النّهاية إلى العاصمةِ،
وقد ينجحُ في بيعِ فروةِ رأسهِ
لتدفئةِ أُذنيّ سيّدةٍ هي حفيدةُ سجينٍ
خرجَ قرنَئذٍ من زنزانةٍ في أوروبا العجوز
وشربَ المحيط في الطّريق.
وقد ينجحُ إفلاطون في بيعِ كتابهِ لإشعالِ موقدٍ
في برميلٍ صدِئً في ليالي ال"هومْ-لِسْ".
وقد يفلَحُ الفارابي في الحصولِ على تأشيرةِ دخولٍ
إلى ملجإً تحت الأنفاق،
في حيِّ "هارلم" المُضاءِ بالسّواد.
لكنْ من المؤكّد أنّهُما، فيما يتناطحُ ثورا "بوفالو"
على اعتلاء العتبةِ العليا من جبل الأولمب،
لن يجدَا مساحةً للوقوفِ في ساحات نهايةِ التّاريخ،
فيضطرّان إلى المضيِّ حتّى نقطةِ البداية.
ليست هناك تعليقات