بالنسبة لكثير من القراء، تعتبر المكتبات هي الأماكن التي بدأت فيها علاقة حبهم مع الكتب.
إلا أن كريس بالينغ -الروائي البريطاني والمنتج السابق في BBC- اكتشف عندما ذهب للعمل في المكتبة المحلية أن القراءة غالباً ما تكون آخر شيء في أذهان الزوار، حيث يلجأ الكثير من الناس إلى المكتبة للحصول على ملجأ من صخب الحياة بالخارج، أو المشردين ممن لا مأوى لهم، أو المختلين أو مدمني المخدرات، بحسب صحيفة Daily Mail البريطانية.
إذ يؤكد أن كل أنواع البشر يذهبون للمكتبة، ويُقر بالينغ بأن العناصر الغريبة موجودة هناك أكثر من غيرها من الأماكن.
فيما يجد بالينغ أن وظيفة أمين المكتبة لا تقتصر على التعامل مع الكتب؛ بل تنطوي أيضاً على كونه إخصائياً اجتماعياً غير رسمي ورفيقاً مساعداً ومنبعاً للحكمة.
ففي يوم عادي إلى حد ماً، تُوجّه إلى أمين المكتبة تساؤلات؛ مثل: "هل كانت هناك أي تطورات رئيسية في العلاج السلوكي المعرفي في السنوات الخمس الماضية؟"، و"هل تستطيع إعطائي العنوان البريدي الخاص بوزير الداخلية؟''، و"هل آرثر سكارجيل -رئيس الاتحاد الوطني لعمال المناجم وسياسي بريطاني- لا يزال على قيد الحياة؟".
المكتبات أماكن مقدسة
بالإضافة إلى كونها مقدسة، فالمكتبات أماكن شديدة الهدوء، ففي الليل، عندما تُغلق الأبواب، يتخيل بالينغ الكتب وهي تهمس بعضها لبعض عبر الممرات في الظلام.
فيما لم يُفصح بالينغ بالتحديد عن أي مدينة في المملكة المتحدة تنتمي مكتبته، كما أنه لم يكشف الكثير عن نفسه.
لكن من الواضح أن الناس تغمر بالينغ بقصص حياتهم الخاصة في كل مرة يذهب فيها إلى المكتبة، وهو يستمع إليهم في صبر، ويعرض عليهم المساعدة العملية التي يستطيع تقديمها. ففي ذات مرة، وجد نفسه يساعد رجلاً عجوزاً على ربط الحمالات ثم إرشاده إلى الطريق.
صحيح أن أعداد الزائرين تنخفض، إلا أن الذهاب إلى المكتبة يبقى النشاط الترفيهي الأكثر شعبية في بلاد كبريطانيا على سبيل المثال.
ليست هناك تعليقات