“الخلافة تتراجع : تقدير الموارد المالية للدولة الاسلامية” هو عنوان الدراسة التي نشرها أول أمس الجمعة المركز الدولي لدراسة التطرف ICSR على موقعه الرسمي على الإنترنت، و اعتمدت على اجراء دراسة مقارنة لأهم الموارد المالية لتنظيم الدولة الإسلامية بين سنتي 2014 (سنة إعلان الخلافة) و سنة 2016.
التقرير أجرى المقارنة بالاعتماد على الرسومات البيانية مبينا أن موارد الدخل لتنظيم الدولة هي أساسا :
- الضرائب المتمثلة في زكاة الأموال
- الثروات الطبيعية و خاصة بيع النفط
- “أعمال الخطف” و طلب فدية في مقابل إطلاق سراح المخطوفين
- تجارة الاثار رغم الإقرار بأن الحملة الإعلامية حول الموضوع فيها مبالغة كبرى و أن مداخيلها لا تكاد تذكر
- التبرعات من الخارج رغم تأكيد التقرير أن باقي الفصائل السورية المقاتلة تلقت تبرعات أكثر بكثير من منطقة الخليج مما تلقاه تنظيم الدولة
- و أخيرا النهب و مصادرة الأملاك و فرض الغرامات المالية.
و تقر الدراسة بأن تقييم تمويل تنظيم الدولة الإسلامية بنفس أدوات تقييم تمويل باقي التنظيمات “الارهابية” هو مجانب للواقع، ذلك أن تنظيم الدولة هو ظاهرة فريدة و مختلفة باعتباره يدير أراض و مدنا آهلة بالسكان و تحت سيطرته ثروات طبيعية توفر له مداخيل قارة عكس تنظيم القاعدة في العراق مثلا الذي لم يدر أراض بتلك الأهمية و لم يسيطر على موارد الطاقة.
تؤكد الدراسة تقلص مداخيل تنظيم الدولة إلى النصف في سنة 2016 مقارنة ب 2014 و تعزو ذلك إلى أنه بحلول نوفمبر 2016 فقد التنظيم 62% من أراضيه في العراق و 30% من أراضيه في سوريا، و هذا يعني اولا انخفاضا في عدد السكان دافعي الضرائب و ثانيا تقلص الموارد الطبيعية المتمثلة خاصة في حقول النفط.
كما يذهب التقرير إلى أن العوامل التي أثرت سلبيا هلى اقتصاد تنظيم الدولة هي :
- 1- قطع الحكومة العراقية لرواتب الموظفين في مناطق سيطرة التنظيم في أوت 2015
- 2- إطلاق العمليات العسكرية من التحالف الدولي في اكتوبر 2015 و الذي استهدف حقول النفط و محطات التكرير و قوافل الصهاريج التي تنقل النفط و مشتقات أدى إلى انخفاض واضح في موارد النفط.
- 3- تكثيف الجهود لمنع التهريب عبر الحدود التركية و مع مناطق كردستان العراق.
و في نهاية التقرير، يعترف معدوه بأن تنظيم الدولة دائما ما أظهر قدرة على تخطي الصعوبات المالية و العسكرية التي يواجهها. كما يؤكد التقرير على أن تراجع المداخيل لن يكون لها تأثير فوري على قدرة التنظيم على شن عمليات في الخارج، ذلك أن كلفة عملياته منخفضة و لا تعتمد على تمويل التنظيم الأم في سوريا و العراق، إذ يصف التقرير عمليات التنظيم في الخارج بأنها فردية و تنبع فقط من إيمان المنفذين بايديولوجية التنظيم.
«
كاتبة تونسية »
رأي اليوم
ليست هناك تعليقات