أخبار الموقع

اهــــــــلا و سهــــــــلا بــــــكم فــــــي موقع مجلة منبر الفكر ... هنا منبر ختَم شهادةَ البقاءِ ببصمةٍ تحاكي شَكلَ الوعودِ، وفكرةٍ طوّت الخيالَ واستقرتْ في القلوبِ حقيقةً وصدقاً " اتصل بنا "

« عن ديمونا ومؤشّرات الحرب بين حزب الله وإسرائيل » ... بقلم :علي شهاب



 « عن ديمونا ومؤشّرات الحرب بين حزب الله وإسرائيل » 
    بقلم :  علي شهاب
  25/2/2017
   


« مجلة منبر الفكر » علي شهاب   لبنان  12/2/2017

لا مؤشّرات ميدانية لافتة تُشير إلى استعداد لحرب في الجانب الإسرائيلي من الحدود مع لبنان. تكثيف عمليات السطع الجوي الأسبوع الماضي فوق الجنوب ومزارع شبعا هو إجراء روتيني في إطار جمع المعلومات على طول الأراضي اللبنانية.


لا تحرّكات؛ من قبيل تحشيد عسكري أو نقل قوات من الداخل الإسرائيلي، تشي بأن تل أبيب حدّدت ساعة الصفر للحرب المقبلة الحاصلة مهما طال الزمن.

تستند التقديرات القائلة بقرب الحرب الإسرائيلية على حزب الله بجملة معطيات إعلامية وسياسية تؤجّج هذا المنحى بالفعل، ولكنها تسقط في حسابات المؤشرات الميدانية أو تتحوّل في أفضل الأحوال إلى حملات تهويلٍ تصبّ في خانة شكل المواجهة المستمرّة منذ بدء الحرب في سوريا على أقل تقديرٍ.

لماذا تحدّث السيّد حسن نصر الله عن ديمونا إذاً؟

يُراكم السيّد في خطاب الردع منذ أحد عشر عاماً. يندر أن أسقط مرةً في خطاباته حول الصراع احتمالات الحرب. الحَذَر الدائم من إسرائيل مؤشر نباهة. لكن حديثه عن ديمونا هذه المرة فاق كل أسقف الردع السابقة. ما المستجد؟

لا يمكن تأويل كلام نصر الله من دون أن تكشف المقاومة عن المُعطيات التي تعلمها إسرائيل. في مكان ما، في كواليس هذا الصراع الممتد منذ 35 عاماً، وعند كل مفصل كان هناك دائماً مُعطى غير مُعلن يدركه الطرفان ويتصرّفان كلٌ بما يتناسب ومصلحته.

وبما أنّ المقاومة تفضّل دوماً الصمت، فإنّ الكشف عن السبب الحقيقي لخطاب ديمونا ستُجيب عنه ببساطة مفاجآت حزب الله في الحرب المقبلة التي يعمل الطرفان لأجلها ليلَ نهار..ولا يريدانها.


متى تشنّ إسرائيل حروبها؟

تصلح التقديرات بدنو الحرب لزمن سابقٍ لتدخّل حزب الله في سوريا مع كل ما تبعه من تطوّرٍ في حال المقاومة، مع الاعتراف بالأثمان التي دفعتها وتدفعها هذه المقاومة في سبيل حماية ظهرها.

ومع أن الكثيرين يُجرون مقارنةً بين ظروف حرب تموز الاقليمية وظروف المنطقة حالياً لاستنتاج "صعوبة" وضع حزب الله بما يتعلّق بصعود مشاعر وأفعال العداء العربي ضدّه، فإن هؤلاء يغفلون - عن عمدٍ أو بغير قصد – عن أهم سؤال في ما يتعلّق بإشكالية الحرب: متى تشنّ إسرائيل حرباً؟

دعنا والحديث عن الأسباب التاريخية المؤسّسة لأصل الصراع من أطماع بالثروات ونوايا توسّعية، فهذه المُعطيات حاضرة دائماً في العقل الإسرائيلي، وإن اختلفت أشكال تحقيقها مع مرور الزمن.

منذ 14 آب 2006، بات على إسرائيل التحقّق من ثلاث أسئلة قبل الذهاب إلى حرب كُبرى (نحن هنا لا نتحدّث عن عملية عسكرية مُماثلة للاعتداءات على قطاع غزّة في العقد الأخير):
  • -        هل الجيش الإسرائيلي جاهز للحرب؟
  • -        ما هي أهداف الحرب؟
  • -        ما هي نسبة نجاح الحرب في تحقيق أهدافها؟

قبل الخوض في أيٍّ من هذه الأسئلة، قد يُناقش البعض في أن توافر الظروف الاقليمية والدولية هو مدماكٌ أساسي في العدوانية الإسرائيلية.
لعلّ أعظم عِبَر حرب تموز تكمن في أن اسرائيل يمكن أن تندفع إلى الحرب إذا طلبت منها الولايات المتحدة ذلك حتى ولو كانت كل تقديرات قادتها العسكريين مُعارِضة لهذه الحرب.

لكن التدقيق في هذا المُعطى يُفيد أيضاً بأن تل أبيب تصنع ظروف الحرب المؤاتية عندما تشاء؛ أي أن توافر الدعم العربي تحديداً هو أداة من أدوات الحرب لكنه لا يرقى إلى مستوى وقفها في حال عدم وجوده. فما بالك في هذا الزمن الذي باتت فيه إسرائيل مقاولاً يبيع العرب تقنيّاته وخبراته الأمنية والعسكرية.
أما الإجابة على الأسئلة أعلاه فهي تحتاج إلى أبحاث مُعمّقة ومتواصلة تفضي حتى الآن إلى أن إسرائيل في قلب الدوامة: لا يمكن حسم الحرب ولكن التأخّر في شنّها يعني تقلّص الردع بما أن حزب الله مستمر بتطوير قدراته.

ما الحلُّ لهذه المُعضلة إذاً؟


الشكل المُقبل للصراع

اختبرت إسرائيل في السنوات السبع الأخيرة الكثير من خياراتها الأمنية (والاقتصادية) ضدّ المقاومة، ونجحت أكثر من مرة في تسديد ضربات موجعة لحزب الله ولكنها لم تكسره. لعبت تل أبيب دوراً مباشراً في دعم التكفيريين الذين يقاتلهم الحزب في سوريا ولكنها لم تعدّل الميزان العام لصالحها.

ماذا بقي سوى خيار الحرب؟
ماذا لو أن الحل يكمن في دبلوماسية العلاقات العامة التي أرساها باراك أوباما طوال فترة حُكمه، وطبّقتها تل أبيب عبر مدير جهاز الموساد يوسي كوهين ومسؤولين آخرين؟
بمعنى آخر، تخوض إسرائيل الحرب المُقبلة الحاسمة ضمن تحالف اقليمي عسكري واسع وغطاء أميركي يرفع من احتمالات الحسم فيها إلى مستوياتٍ قُصوى.

لم يعد خافياً على أحد في أنّ الحرب السورية استنزفت قدرات الاقليم المالية. لكن يُسجّل للدول العربية المناوئة لمحور المقاومة "شطارتها" الإعلامية في إخفاء حجم أزماتها.
إن ذهاب هذه الدول إلى حرب جديدة يبدو أمراً مُستبعداً في ظلّ عجزها عن حسم الساحات التي أشعلتها في اليمن وليبيا وسوريا (والبحرين؟). التقييم الحقيقي لموقف هذه الدول في حروبها الحالية لم يَحن بعد، ما دام حلفاء إيران يطبّقون نظرية "الصبر الاستراتيجي".

في المقابل، يُؤخَذ على محور المقاومة عدم قدرته بعد في تظهير قوة عناصره مجتمعةً.
أمام هذا الواقع، إن من شأن أي مشهد افتراضي لقمّة إعلان حلف عربي – إسرائيلي برعاية أميركية أن يتفوّق بالتأكيد من ناحية قوة الصورة ووقعها على مشهد المجتمعين في مؤتمر دعم الانتفاضة في طهران، مع أن التاريخ يشهد أن مشاهد الخذلان العربي لفلسطين، وفي أحلك الظروف، لم تستطع بعد كل هذه السنوات أن تكسر إرادة المقاومة في المنطقة.

عودٌ على بدء. لا مؤشرات فعلية لحرب إسرائيلية على حزب الله، ما دامت فضاءات الإجابة عن أسئلة نتائج الحرب مفتوحةً على خيارات غير حاسمة. نعم، هناك عاملٌ أميركي مُحفّز للعدوان بقيادة ترامب، لكن صلاحية ورقة "داعش" وأخواتها لم تنتهِ بعدُ: سوريا مُجدّداً هي عنوان الصراع ومنها الحرب المُقبلة تبدأ وفيها تنتهي.

المصدر: الميادين نت



  
  علي شهاب
إعلامي لبناني. له العديد من المقالات في CNN بالعربية. يكتب بشكل دوري في "هافنغتون بوست"، "السفير" و موقع "لبنان 24".  

لإرسال مقالاتكم و مشاركاتكم
يرجى الضغط على كلمة  هنا 


ليست هناك تعليقات