أخبار الموقع

اهــــــــلا و سهــــــــلا بــــــكم فــــــي موقع مجلة منبر الفكر ... هنا منبر ختَم شهادةَ البقاءِ ببصمةٍ تحاكي شَكلَ الوعودِ، وفكرةٍ طوّت الخيالَ واستقرتْ في القلوبِ حقيقةً وصدقاً " اتصل بنا "

« الشعر بين الفن والحياة .. » ... بقلم : محمد مهاوش الظفيري



  « الشعر بين الفن والحياة .. »
    بقلم :  محمد مهاوش الظفيري 
  15/2/2017


« مجلة منبر الفكر »
محمد مهاوش الظفيري      15/2/2017

الشعر ليس من غاياته المناداة بإصلاحات جديدة، أو تأكيد شيء أو نفيه، وليس من غايته تحقيق موازنة فعلية حول مسألة الصدق في المجتمع، بقدر ما يسعى لخلق حالة من الصدق الأدبي المتمثلة بتحقيق الإبداع والإمتاع الفني، 


ومثل هذه الجدليات غالباً ما تشكل إشكالية عويصة لدى أصحاب الفكر النمطي الذين يريدون من الشعر أن يكون صورة مطابقة للواقع، أو لِمَا في أذهانهم.

لذا فالشعر لا يمكن أن يكون متماساً مع الواقع، أو كما يقول هيغل «كل ما هو واقعي عقلاني وكل ما هو عقلاني واقعي» فهذه المعادلة لابد أن لا تكون موجودة في عالم الشعر، لأنها صالحة للفلسفة، فكلما كان الشعر أكثر انعكاساً للواقع أصبح أكثر عقلانية، وكلما كان الفن عقلانيًّا فقد قيمته، ولو كان الشعر لا ينبع من عملية تفريغ لإفرازات ذهنية، سيكون حاله كحال أي عمل آخر إلا الشعر.

الشعر أدب إنسان، أي لابد أن يكون نابعاً من الخيال، والخيال في كثير من الأحيان، إن لم يكن في كل الأحيان فوق مستوى الواقع.
الأدب مثل شجر الزيزفون، يزهر ولا يثمر، والأدب مجهود إنسان لا نفعي، أي أنه لا يخدم عجلة الإنتاج ولا يساهم في تطوير الآلة المادية، ولا تقوم عليه مصالح الناس،

وحتى يسهل الخروج من إشكالية الفن للفن أو الفن للحياة، الأدب لابد أن يقف على المنتصف بين النظريتين، حتى لا يصاب هذا المجهود الإنساني الروحي بالتشنج أو الميوعة، باعتبار أن الوسطية مطلوبة في كل الأحوال،

والجميل في الشعر خاصة، وفي الأدب بشكل عام، إن الآراء الصادرة هنا وهناك ليست في الحقيقة أحكاماً ثابتة صارمة، إنما هي آراء ومعارف نكتبها هنا وهناك، قابلة للأخذ والرد والمناقشة والشك فيها.

 محمد مهاوش الظفيري


لإرسال مقالاتكم و مشاركاتكم
يرجى الضغط على كلمة  هنا


ليست هناك تعليقات