كان لدينا بيتٌ لا يعرفُ يومَ ميلادِه.
جِدارٌ مُعلَّقٌ على صورةٍ بالأبيض والأسود.
والصّورةُ مُعلَّقةٌ على جديلةٍ من شعرِ عنزةٍ جاهليّة.
والجديلةُ معلَّقةٌ على مسمارٍ.
والمسمارُ مُعلَّقٌ على صدَأٍ مؤجَّلٍ.
والصَّدَأُ مجبولٌ من قطرةِ ماءٍ
وفُتاتِ نسمةٍ
تسلّلَت في اللّيل وحفنةٍ من الوقت الاعتباطيّ.
من الصّورةِ، بالأبيض والأسودِ،
يخرجُ جدّي ظلًّا وضَوْءًا،
يحملُ طينَ رأسِهِ
ورفشًا وإبريقَ ماءٍ،
ويحفرُ في الفَيْء.
أقولُ لَهُ؛ يا جدّي من أينَ جئت؟
يرشُّ جدّي بسمةً بلا أسنان،
يلقي نظرةً على المعابد في الدّروب،
ويبحثُ في الأفق القريب،
تحتَ جَفْنَيْهِ المُتعبَيْن،
عن إلٰهٍ
عاشقٍ.
وفي اللّيلِ،
عندما تنامُ الألوانُ،
يصعدُ جدّي إلى صورتِه،
يحملُ الحائطَ والمِسمارَ وحُزنَهُ،
يتمسّكُ بالجديلةِ، وينتظر.
ليست هناك تعليقات