أخبار الموقع

اهــــــــلا و سهــــــــلا بــــــكم فــــــي موقع مجلة منبر الفكر ... هنا منبر ختَم شهادةَ البقاءِ ببصمةٍ تحاكي شَكلَ الوعودِ، وفكرةٍ طوّت الخيالَ واستقرتْ في القلوبِ حقيقةً وصدقاً " اتصل بنا "

«الدولة القانونيَّة ما بين لاهوت الإنسان و لاهوت الأديان » بقلم : ياسين الرزوق


 « الدولة القانونية » 
 « ما بين لاهوت الإنسان و لاهوت الأديان » 
    بقلم :   ياسين الرزوق                                       
   مهندس  و كاتب سوري
  11/3/2017


« مجلة منبر الفكر » ياسين الرزوق       11/3/2017


في جوقة المسلمين تعلَّم أن تصمت و في سرب النصارى تعلَّمْ أنْ لا تطير فمهما بلغت مبالغ العارفين لا يمكنك اختراق الدوائر التي ما زالت مغلقة رغم القرون المتعاقبة و ما زلت تجد أناساً يقولون نعم بكلِّ اندفاعهم القططيّ الموائيِّ إلى أبي هريرة الدوسيّ و هو يروي لهم حديثاً تلو حديث من نهار إلى ليل و من دهر لم يُضِئ إلى دهر مظلم تقتتل ألفاظ سنَّته مع مخارج حروف شيعته و تنوء بثقل أحمال علويَّته على مرشديَّته و بكره مرشديَّته لعلويَّته و تحتفلُ ىعروبة صلاح الدين الكرديِّ في حطين ناسياً بعد كلِّ صفين تقدميّة الأخوة الإسماعيليين و هم يُتّهمون بتسميتهم بالحشاشين الشعوبيين و ماهم إلا تجديد معاصر يبحثُ عن بوحٍ جديد و تسقطُ في فخ الدرزيَّة إن عشقت امرأةً من طائفة الموحدِّين بل لربَّما تصبح صيداً ثميناً كغزالٍ شاردٍ يتقمَّصون روحك بعد غسل العار بالدم كي لا تسرق رسائل حكمتهم ,

تحتارُ أأنت أرثوذكسيٌّ من البروتستانت أم مارونيٌّ كاثوليكيٌّ من الأقباط الجدد حتَّى تسمع الحديث "لا تسبّوا الدّهر فإنّ الله هو الدّهر" و تنظرُ في الدهر و تتأمَّلُ في عينيه لترى لعناتٍ و لعناتٍ سرقت عقول الأمَّة قبل أجسادها و ابتلعت أبناءها قبل أن يولدوا بعد أن نزلوا من فتحات الحياة إلى قبور الموت و هم يتلاشون بأسخف تفسيرات القرن الحادي و العشرين للدين و الطائفة و المذهب و العشيرة و العِرق على حساب الإنسان بدلاً من بثِّ النور الوجوديّ بعد كلِّ هذي الدهور المعتمة !!

هل مؤسَّسةُ الآغا خان تحمي وجود أقليَّةٍ بعينها و تزيد شعوبيَّتها أم أنَّها مبسوطة لتلمَّ شمل كلَّ أبناء الوطن السوريِّ بانفتاحٍ غير مسبوق شعبويَّاً فإذا استطعنا أن نجيب على هكذا سؤال

و إذا استطعنا اختراق زعامة وليد بك جنبلاط والأمير طلال أرسلان للطائفة الدرزيَّة حتَّى في سورية و إذا خرجنا من حلم الانتداب الفرنسيِّ و قرَّرنا اعتباره كابوساً لن نستطيع بأيِّ حالٍ من الأحوال اعتبار الوجود الإيرانيّ الإسلاميّ و بتصرُّف شافياً من الوجود الوهابيِّ و الأخونجيّ و السلفيّ و لن نستطيع اعتبار حرب تمُّوز بديلاً عن الثورة السوريَّة الكبرى و لن نكمل مشوار الحرب على الإرهاب ما لم نميِّز مفترقات الطرق المتشعِّبة في بلد الآراميين و الكنعانيين و الفينيقيين و الآشوريِّين

و هنا لسنا ضدَّ لعبة الحلفاء في السياسة فدوماً نقول أنَّ للدولة السوريَّة بكلِّ مقوِّماتها و للوطن السوريِّ بكلِّ أركانه و للنظام العربيِّ السوريِّ بكلِّ وسائله القانونيَّة أن يدخل إلى ساحة الحرب كلَّ أشكال المكيدة فالحربُ خدعة و لكنَّ الحرب هي بوَّابة الشعوب إلى الاستقلال و إلى الشفاء من التبعيّة لا يمكن أن تنجينا إذا بدَّلنا بوَّابة الانتداب مهما كانت صامدة و قويَّة

و هنا كلُّنا إدراكٌ أنَّ القيادة السوريَّة و على رأسها الرئيس الدكتور بشَّار حافظ الأسد تقرأ بدقةٍ التحوُّلات و المتحولات الوجوديَّة الكبرى في المنطقة و هي ربَّما أصابت و ربَّما أخطأت في دخول طرقٍ لا نظنُّها مجهولةً تماماً و لكنَّها مليئة بالفِخاخ و المكائد و ملغَّمة مفخَّخةٌ بالوجوديين و اللاوجوديِّين بالمسلمين و المتأسلمين بالمسيحيين و الصابئين بالأعداء و الخونة المتآمرين

و ليس لنا إلَّا أنْ نزيل مع القيادة القانونيَّة التي تستمدُّ قانويتها من حمايتنا ممن يشرعنُ ذبحنا تحت حجَّة التأييد تارةً و تحت وطأة الكفر تاراتٍ و تاراتٍ رغم كلِّ ما تمرُّ به من خللٍ هي نفسها ستقتلعه و ستقتصُّ من رعاته مبرِّرات فنائنا و لنكنْ مع مسوِّغات بقائنا و وجودنا على الأرض التي لم يسعفها التاريخ المكتوب و لن يسعفها التاريخ الحقيقيّ ما دمنا نتباهى بما لا نملك و نتغدَّى بالخرفان تاركين كلَّ ذئاب العالم تنهشُ إنسانيتنا بضلالنا و تخبُّطنا في تجمُّعات الزمن الصعب ؟!!
ما زالت مسوِّغات الحرب قائمة و ما زالت بوادرُ التغيير تولدُ و أجنَّتها تكبرُ و تكبر و الدولة القانونيَّة رغم الكثير من نصوصها المغلوطة ما زالت تبحث عن لاهوت الإنسان كي لا يقْتلَ بلاهوت الأديان !!



  اقرأ المزيد لـ  ياسين الرزوق


لإرسال مقالاتكم و مشاركاتكم
يرجى الضغط على كلمة  هنا


ليست هناك تعليقات