أخبار الموقع

اهــــــــلا و سهــــــــلا بــــــكم فــــــي موقع مجلة منبر الفكر ... هنا منبر ختَم شهادةَ البقاءِ ببصمةٍ تحاكي شَكلَ الوعودِ، وفكرةٍ طوّت الخيالَ واستقرتْ في القلوبِ حقيقةً وصدقاً " اتصل بنا "

« الجماعات الإسلامية صراع الدماء والولاءات في السلطة » ... بقلم : علي رجب



الجماعات الإسلامية صراع الدماء والولاءات في السلطة 
    بقلم علي رجب  
   19/4/2017


«  مجلة منبر الفكر » علي رجب   19/4/2017
 

ما يحدث في تركيا من حرب انتقامية يقودها رجيب طيب اردوغان زعيم حزب العدالة والتنمية الاسلامي، ضد منظمة او حركة خدمة التي أسسها حليف أردوغان السابق والداعية الديني فتح الله غولن، توضح تمام لماذا تصبح الحركات والأحزاب الدينية ذات خطورة علي الدولة الوطنية وكيانتها رغم ما تحققه بعض هذه النجحات من نجاح اقتصادي سرعان ما يتهاوي عندما تغردا وحيدة في السلطة فأول ما تفعله هو محاربة حليفها الإسلامي الذي كان له دور في الصعود الي السلطة في اي بلد.

الصراع بين “أردواغان” الإسلامي، و”غولن” الإسلامي، يمثل حلقة من حلقات الصراع “الاسلام- الاسلامي” عبر التاريخ، فالصراع يحمل طابع تاريخي للحركات والجماعات والتنظيمات الإسلامية التي سرعان ما تصل إلي الحكم حتي تنقلب علي اقرب حلفائها حتي لو كان يحملون الصفة الاسلامية.
ليس الأمر في تركيا وحدها ولكن ما شهدته أفغنستان خلال النصف الأول من تسعينيات القرن الماضي، حيث شهدت أفغانستان حرب دموية عقب الإنسحاب السوفيتي من البلاد في 1989م، فدار صراع مرير ودموي بين الفصائل الإسلامية “الجهاديين” علي السلطة وتولي الحكم انتهت بوصول أكثر التيارات تشددا وهي حركة طالبان حيث سيطرت علي كابل العاصمة وأعلنت الإمارة الإسلامية في عام 1996 وشهدت البلاد صراع بين طالبان وتحالف الشمال انتهي بإحتلال الولايات المتحدة الأمريكية أفغانستان في عام 2001 .

في العراق حدث الأمر ولكن بشكل عكسي حيث فتح الإحتلال الامريكي للعراق في 2003 وأسقاط نظام صدام حسين، بوصول الجماعات الدينية المتنافرة والمتصارعة “الشيعية-السنية” إلي حكم العراق، فأبقت البلاد ممزق وتحت سلطة الأحزاب الدينة المتصارعة فكانت الحرب الأهلية في العراق بين الشيعة والسنة، والتي كانت علي أشدها خلال 2006 و2007، ولم تستقر الأمور كثيرا حتي ظهر تنظيم “داعش” الإرهابي، والذي يعتبر نتائج من نتائج الصراع المذهبي والطائفي في بلاد الرافدين.

وفي مصر لم تغير كثيرا، حيث كان التيار الإسلامي، أحد ركائز وأسباب وصول جماعة الإخوان المسلمين الي حكم مصر خلال الإنتخابات الرئاسية في 2012، عقب تنحي حسني مبارك في فبراير 2011.

الإخوان بوصول الي الحكم دخلوا في صراع مرير مع التيار السلفي، وبدأو حرب غير معلنه ضد حزب النور السلفي والذي كان يمثل ثاني قوة في البرلمان المصري قبل ثورة 30 يونيو 2013.

في المغرب يتولي حزب العدلة والتنمية-المحسوب علي التيار الإسلامي وفكر جماعة الإخوان المسلمون- حكم البلاد، وفي إطار استعداده لإنتخابات التشريعية في أكتوبر المقبل، يخوض “العدالة والتنمية” الإسلامي حربا ضد التيار السلفي في البلاد، بزعم محاربة التشدد والتطرف والإرهاب.

في حرب حزب العدالة والتنمية الاسلامي ضد التيار السلفي المغربي، لانه يخشي من القوة التصويتية لتيار السلفي في الشارع المغربي خلال الانتخابات التشريعية، كما يهدف الي ان ينفرد بتمثيل تيار الإسلام السياسي في البلاد والبقاء في الحكم والظهور بمظهر من يحارب التشدد والتطرف ليكسب مزيدا من الحضور في الشارع المغربى وأمام الرأي العام العالمى.

وفي سوريا والتي تشهد صراعا دمويا منذ 2011، بين النظام السوري وحلفائه والجماعات المسلحة المعارضة، والتي يغلب علي طابعها الإسلامي، شهد صراعا بين الجماعات الاسلامية فيما بينها، فهناك حرب تكفير بين الجماعات الاسلامية المسلحة في سوريا.

فجماعة أحرار الشام وهي إحدى الجماعات الاسلامية الرئيسية في سوريا إلى جانب تنظيم “داعش” وجبهة النصرة وفصائل اسلامية اخري تشهد صراعا دمويا فيما بينهم علي مناطق النفوذ والسيطرة، وادي صراعات الجماعات الاسلامية في سوريا الي تحقيق النظام السوري انتصارات قوية خلال المرحلة الماضية واثبت نظريته حول التطرف والارهاب امام المجتمع الدولي.

المتابع للمشهد الحركات والاحزاب الإسلامية بإختلاف مذاهبها يجد أنها أكثر الحركات والجماعات ديكتاتورية في حكمها، حيث تسعي إلي الحكم وفقا لرؤيتها الخاصة وتفسيرتها وتأويلتها للدين .

الجماعات الدينية يصلح حضورها في السلطة الخطر الأكبر علي الدولة الوطنية، لأنها لا تؤمن بالإختلاف بقدر إيمانها بالتوحد في فكرة واحدة او شخص واحد، لا تؤمن أن الإختلاف قوة تري في فكرها وعقيدتها أنها الدول الحق والمذهب الحق والجماعة الحق، وتتعامل مع الأخرين حتي لو من نفس المذهب أو الدين بكره شديد ، وهي الصورة التي شهدناها في صراع “رادواغان- حزب العدالة والتنمية” و”فتح الله غولن- حركة الخدمة” في تركيا وهي صورة من صور الصراع الإسلامي عندما يصبح الحاكم.

 


لإرسال مقالاتكم و مشاركاتكم
يرجى الضغط على كلمة  هنا 

ليست هناك تعليقات