سقط المُسقَط و تلاشى المدرَكُ و غير المدرك و ما زلنا في أمَّةٍ من المحمَّديين لا نصارع طواحين دون كيشوت كي نجدها بل نبحث عن سرابها المطلق في العيون و العقول التي لن تبصر بالقلب ما لم تبصره بسواه
نعم سيف دون كيشوت ما زال في خاصرتي يتعوّذ بدمي الذي لم يعرف الطهارة التي ما روتنا إلا بالدنس و هو يجري في عروق جلجامش كي يلطِّخ نبتة خلوده و يسهِّلَ طريق الأفاعي إليها فلا تنتظروا من غارقٍ بدمه أن يموت بل تنبَّهوا إلى أفقه الأحمر الصاخب و هو يخضِّب جوائز الباحثين عن الشهرة بدم الانزواء
لا كي ينكفئ عن العالم بل كي يحجَّ العالم إلى غربته و ما غربة الباحثين عن الله إلا كغربة الباحثين عن الأوطان فكلاهما ما زالوا يتعتَّقون بنبيذ الجوع كي يسكروا بصحوتهم و هم يتلَّظَّون بنيران الوحدة غير آبهين بحفلة الأرباب و هم ينهشون لحم الله الذي تتراوح مرارته بين الدم الأحمر القاني و الدم الأصفر و الدم الأسود و الدم الأبيض و الدم الذي لا لون له
فهل لحم الله ما زال مرَّاً و كلُّ أنياب المارقين يسيل لعابها أمام جبروته كي تبتلع رحمته في سبيل هضم كلِّ مسوِّغات الأفعال الشنيعة التي باتت سمة الأمم الغارقة في أديانها و هي لا تحاول التجديف أصلاً إلى شطآن ما سواها فما لله ليس لله و ما لقيصر ليس لقيصر و كلهم قياصرةٌ في بلدانٍ تحرقها القياصرة و الماريشالات و الأرتال اللامنتهية من الشعوب الجاهلة اللاهثة وراء قصعة زادها !!......
نعم بحثتُ عن سورية في قصعة ترامب فوجدت إيقانكا تبصق و تتقيَّأ عندما وصلت لقمة الرجل السوريّ إلى لوكها في فمها السماويّ الذي يلوك الأقدار بقدر ما يلوك صناعة المصير الترامبيِّ
و لكن تساءلت أين رعاة المصير العربيّ و لماذا من يناجون محمَّداً و كأنَّه حيٌّ في قبره في المدينة اليثربية التي احتلَّها آل سعود يؤمنون بالمصير الترامبيّ و لا يؤمنون بديانتهم التي خرج من صلبها القضاء و القدر
الذي هو أحد أهمِّ أركان الإيمان
و بتُّ أسأل هل ما زال ملائكياً منذ قام إبليس محقَّاً على نظرية آدم في التكوين الجديد بعد أن تآمر مع الأرباب ليجعل من إبليس شيطاناً أكبر أوليس من مضى بمارجه متعبِّداً ككبير الملائكة في قصص الأساطير بقادرٍ على أن يحرق كلَّ شيء لا يسعف أسطورته ربَّما أسطورة إبليس كانت تدرك الدراما الكونية فقد قامت بمسرحيةٍ هزلية كي تقطف تفَّاحة آدم الطينيّ حوَّاء مجهولة التكوين التي تكوّنت بنزولها الحقيقة القادرة على صناعة كلِّ شيءِ بقدرتها التي ما غدت كيداً فحسب بل غوايةً تخلق نشوتنا آدم الذي فضَّله صنَّاعه على إبليس كي يخرج أساطير الخلق و الغواية من مكامنها الخائفة !!
و هنا لم يفتنا التساؤل إذا كان إبليس ملكاً نورانياً فكيف أضحى شيطاناً نارياً و ما طبيعة النور إذا لم تضئه النار فما النور إلا عتمة تبحث عن مشعليها كي لا تنطفئ بعد ذلك في إكمال جوقة الأساطير و أسطورة البحث عن الله هي الحقيقة الأكثر أسطورية في مزارات العالم بأسره !!...........
نعم ما بين مناطق غير آمنة للآدميين و مناطق آمنة لرعاة إبليس سنفضِّلُ مكاناً ثالثاً ما زال الله فيه مجهول النسب و من عرف الله ندعوه للانضمام إلينا لا كي يكون ترامبياً أو بوتينياً أو حتَّى أسديَّاً و لا ليكون حنيفاً مسلماً أو يوجه وجهه للذي فطر السموات و الأرض و لا ليكون موسويَّاً على رأسه قلنسوة الحاقدين و لا ليذكرنا بصليب الأحزان بل فضَّلنا مناطق تجعلنا عراةً أمام أنفسنا كي نظهر أمام العالم دون أقنعة تغطي سوءاتنا و محاسننا و عوراتنا فلا عورة بعد اليوم يا روَّاد العورات في مبكى القيامات العابرة !!..................
ليست هناك تعليقات