ربما اندثرت عظامك
واختلطت بالتراب
ونبتت فوق قبرك الأعشاب
والطفيليات والأقحوان
وشدت العصافير
لحن الوداع والخلود
ونامت الفراشات الزاهية
حول المكان الموحش
صوتك مازال دويا في الربوع
يفجر الصمت الطويل
وعتمة الليل
يقض مضاجع الجبناء
ويهتف الثائرون باسمك
عندما تشتد الوجيعة
مازلت حلم الجياع
والباحثين عن الحرية
والانعتاق
مازلت عنوان البراءة
ورمزا للثوار
مات جلادوك قهرا وكمدا
ولا يذكر لهم التاريخ شيئا
وما استطاعوا قبر ذكراك
المجيدة
ولا طمسوا صورتك البهية
نم هادئا
نم هازئا
نم ثائرا
فبعدك أضعنا البوصلة
وجرفنا تيار النذالة
والعمالة والجحود
وتجبر الطغاة إلى أقصى الحدود
وتغولت الأقزام
وعاثت فسادا
وأخبرك يقينا
أن العهد أصبح عرسا للمجانين
وذوي العاهات
وأن صديقك ''كاسترو''ترجل أخيرا
وعاد ينبش دفتر الذكريات اللعينة
ويرمق الماضي بسخف
لعل نجمك يبزغ فجر
فقالت حبيبي
أأنت بخيل
ولما برأسها
دار الشراب
ولفت يداي ا
الزند الفتيل
أنحتني عنها
بصوت عسيل
تمهل قليلا
تمهل قليلا
ان أمامنا
ليل طويل
فلا كبرياء
يرد الحرام
ولا للحلال
الينا سبيل
ليست هناك تعليقات