أخبار الموقع

اهــــــــلا و سهــــــــلا بــــــكم فــــــي موقع مجلة منبر الفكر ... هنا منبر ختَم شهادةَ البقاءِ ببصمةٍ تحاكي شَكلَ الوعودِ، وفكرةٍ طوّت الخيالَ واستقرتْ في القلوبِ حقيقةً وصدقاً " اتصل بنا "

« نساء شعارهن: "السوس ولا خلع الضروس"!»


أصبح أمرا شائعا، أن معظم الأشخاص لا يفكرون في الذهاب إلى طبيب الأسنان إلا ويسبقهم الخوف إلى غرفة الانتظار، فتراهم يترقبون أي صرخة ألم ليفرون بجلودهم إلى الخارج، ولا يعتبر هذا الأمر معيبا إذا كان هتلر، السفاح النازي، كان يعاني من عقدة اسمها طبيب الأسنان.



وإذا كان الرجال الذين يتسمون عادة بالشجاعة والقدرة على احتمال الألم ومواجهة أصعب المواقف لا يسلمون من هذا الخوف، فإن الأمر مضاعفا بالنسبة للنساء ومبالغا فيه، حيث يشكل طبيب الأسنان عقدة نفسية للمرأة التي لا تزوره إلا ويسيطر عليها القلق والتوتر وهو ما يعرف في علم النفس ب"فوبيا طبيب الأسنان" بما يستدعي تدخل مختص نفسي يقنعها أن الطبيب سيخلع ضرسها و ليس رأسها!.

الطبيب أبو مطرقة!

واستغلت وسائل الإعلام هذه العلاقة التي يطبعها الخوف بين طبيب الأسنان والمريض لتحولها إلى صور كاريكاتورية مضحكة، كأن تصور طبيب الأسنان وهو يحمل مطرقة ومسمارا كبيرا ويهوي بهما على أسنان المريض الذي غاص في الكرسي وجبينه يتصبب عرقا، ورسمت إحدى البرامج الفكاهية الجزائرية صورة مشابهة، عندما صورت الممرضة وهي تجر المرضى إلى قاعة الطبيب جرا بينما ينكمش المرضى الآخرون في كراسيهم خوفا وكأن الأمر يتعلق بعملية إعدام ..!

نفس هذا المشهد تقريبا، شاهدناه قبل سنوات في"الكاميرا الخفية "، أين تنطلق صرخات قوية من غرفة الطبيب، فيصدم المرضى في قاعة الانتظار ويبدؤون في التسلل إلى الخارج واحدا تلوى الآخر.

إلا طبيب الأسنان!

و بعيدا عن الكاميرا الخفية٬ تمتلئ عيادات أطباء الأسنان بمثل هذه المشاهد، فكثيرا ما تصاب النساء خاصة، بالخوف لمجرد دخولهن غرفة الانتظار، أو سماعهن للمريض الذي دخل قبلهن يصرخ٬ فيصرخن في أعماقهن و يبكين من غير دموع، وإذا حان دورهن يستسلمن للطبيب أو يهربن، كما هو الحال مع السيدة صورية التي تقول:"عندما وضع لي الطبيب إبرة مخدر تملكني خوف كبير لدرجة أنني تسللت إلى الخارج دون أن أخلع ضرسي وعدت إلى بيتي والألم يعتصرني بعدما زال مفعول المخدر".

وبالنسبة للسيدة نورية، فهي تعتقد أنها ستموت أو يغشى عليها إذا استلقت على كرسي طبيب الأسنان، مع أن التسوس نخر أضراسها ولكنها تجبر نفسها على احتمال الألم حتى لا تضطر للوقوف هذا الموقف المخيف، ونفس الشيء بالنسبة للسيدة حياة التي بدا واضحا أن أسنانها الأمامية أصابها التسوس، ولكنها تقول إنها لا تستطيع أن تتصور نفسها عند طبيب الأسنان ولم تفكر بعد في طريقة معالجة أسنانها أو خلع أضراسها في المستقبل لأن ذلك بالنسبة إليها أشبه بنزع روحها من بين ضلوعها.

وعن كيفية تخلصها من فوبيا طبيب الأسنان، تقول إيمان إنها قبل سنوات قليلة كانت لمجرد أن تشتم رائحة البنج عند الطبيب إلا وتشعر برهبة شديدة، وعندما اضطرت قبل نحو سنتين أن تخلع ضرسا لأنه غاص في الفك السفلي وكان الطبيب قد حذرها من قبل من مغبة إصابتها بمرض القلب في حال تركته، استطاعت أن تتخلص من خوفها الشديد، حيث تقول:" منذ أن جلست في غرفة الانتظار التي غصت بالنساء، وأنا أسمع كلاما مخيفا عن خلع الأسنان لدرجة أنني كنت سأهرب من القاعة، وما زاد خوفي أنني سمعت إحداهن تقول إنها عندما خلعت ضرسها لم تشعر بنفسها إلا وهي تجري في الشارع، فرأيت الخوف في عيون النساء، وقبل أن أقرر الخروج والعودة إلى البيت، نادى الممرض على اسمي فدخلت إلى الطبيب وأنا أجر قدماي وكأنه سينفذ في حكم الإعدام، ورجوته أن لا يؤلمني فطمأنني، وما هي إلا لحظات قليلة إلا والضرس في يده ودون أن أشعر بأي ألم، فلم أصدق وكدت أن أقبل رأسه من شدة الفرح"، وتضيف إيمان:" لقد تعلمت في ذلك اليوم أنه من الخطأ أن أطبق تجارب الأخريين على نفسي، فالطبيب الذي تسبب في الألم الشديد لتلك المرأة، ليس هو الطبيب الذي ذهبت إليه، وربما كان الضرس الذي خلعه لها مريضا والأدوات التي استعملها الطبيب مؤلمة".

خوف مرضي

يلخص أحد الأخصائيين النفسانيين أسباب الخوف من طبيب الأسنان في النقاط التالية:

ينشأ الخوف من طبيب الأسنان منذ الصغر وذلك بسبب عدم اعتياد الطفل على عيادة الأسنان في وقت مبكر، حيث يرجئ الأهل زيارة طبيب الأسنان إلى أن يحدث التسوس المصحوب بالألم وبالتالي يصبح أول لقاء للطفل بطبيب الأسنان في جو مفعم بالتوتر والألم، كما أن القصص المبالغ فيها التي يرويها الناس عن طبيب الأسنان ساهمت في تكوين هذه الفكرة السيئة، فيما تأتي الآلات التي يستخدمها الطبيب في خلع الأسنان في الدرجة الثالثة من حيث ترك المريض يرتعد خوفا من زيارة الطبيب.

و يقترح الأخصائيون النفسانيون بعض الطرق العلاجية للسيطرة على خوف المريض، أهمها استخدام التخيل العاطفي، حيث يتذكر المريض الأشخاص والأشياء التي يحبها، وأكثر أشكال هذا العلاج استخداما، هو التخيل الموجه ويقصد به تركيز انتباه المريض على مشاهد ومناظر تسره وتجعله يسترخي مما يقلل خوفه واضطرابه.

ليست هناك تعليقات