« سميرة صيام أول مدربة لقيادة الشاحنات في فلسطين »
تحدّت تقاليد مجتمعها وتخرّج على يدها آلاف الشبابأبعد ما يكون عن الخيال؛ أن يرستم في أذهاننا لوهلة صورة امرأة تقود الشاحنة في المجتمعات العربية التي مازال بعضها يمنع النساء حتى من قيادة السيارة، لكن الفلسطينية سميرة صيام، جعلتنا نرى أكثر من ذلك واقعا، فهي لم تكتف بقيادة الشاحنة فحسب، إنما أصبحت أول مدربة قيادة شاحنات في قطاع غزة وفي الوطن العربي بأسره.
فسميرة ذات 57، ولدت ونشأت في مخيم جباليا شمال قطاع غزة لعائلة يمتهن أفرادها قيادة السيارات وشاحنات النقل، مما أولد عندها موهبة وحب القيادة، حيث كان أبوها وإخوانها يعلمونها كيفية قيادة السيارة أو الشاحنة.
حصلت على الثانوية العامة تخصص علمي بتقدير جيد جدا توجهت لدراسة تخصص العلوم المصرفية في عمان بسبب عدم توفّر معاهد متخصصة في غزة آنذاك؛ لكن بعد تعثر حصولها على إقامة لإكمال دراستها في الأردن عادت إلى غزة. حصلت في عام 1983 على منحة لدراسة الطب في بلغاريا من منظمة التحرير الفلسطينية لكن قوات الاحتلال الصهيوني منعتها من السفر.
وفي عام 1984 التحقت بدورات مكثفة للحصول على رخصة القيادة، كانت في البداية تتلقى محاضراتها النظرية على معبر بيت حانون، وبعدها تلقت الدروس العملية داخل الأراضي المحتلة، حيث كانت الوحيدة التي ترافق مجموعة من الرجال وتتنقل بين المناطق لتلقي الدروس العملية.
ورغم استهجان مجتمعها التقليدي لمهنتها، إلا أن صيام كانت اصلب من ان ترضخ للمجتمع وتتنازل عن مهنتها التي شجعها عليها أهلها خاصة والدها، وأصبحت مدربة معتمدة لقيادة السيارات بكافة أنواعها إضافة إلى الشاحنات الضخمة.
وهاهي 27 سنة تمضي منذ بداية امتهانها للتدريب الشباب على قيادة السيارات والشاحنات، خلالها تخرج على يدها آلاف الشباب والفتيات، رافعين لها قبعة التقدير، والإشادة بكفاءتها الكبيرة وحرصها على تعليمهم بأمانة. لتسجل بشهاداتهم أهدافا في مرمى الرجال الذين طالما نظروا إليها بدونية واستهانة بقدراتها، و رفضوا التدريب على يدها لأنّها امرأة.
والجدير بالذكر أن السيدة سميرة صيام هي زوجة وأم لثلاثة أولاد وفتاة، أكدت لوسائل الإعلام أن مهمنتها لم تحل دون قيامها بواجباتها الزوجية والأمومية، وأنها تتابع كافة التفاصيل مع أولادها، وتحرص على حل مشاكلهم.
ليست هناك تعليقات