منذ أن بدأ تنفيذ ما سُمّي بـ “الربيع العربي” ونحن نصر ونؤكد على أن الشعوب العربية براء ممّا يحدث، وأن الأمر قد دُبّر بليل، في مخابر الشيطان الصهيوني الأمريكي، لتدمير الوطن العربي بأكمله، والقضاء على كل مقوماته وأسباب قوته، وللأسف الشديد أن العديد من المُغرّر بهم كالوا لنا السبّ والشتائم، واتهمونا بالسير عكس التيار، ومُساندة “الأنظمة الدكتاتورية” لكن من يؤمن بالحقيقة لا يُمكنه أن يتراجع عن الدفاع عنها، ولذلك واصلنا السير بعكس ما أراده المخبر الصهيوأمريكي، لتنكشف اليوم خبايا ما كان يُخطط له الشيطان لوطننا العربي.
اليوم وأمام فشل الأدوات والبيادق، خرجت أمريكا إلى الواجهة، ووضعت لنفسها موطئ قدم في سوريا في شمالها وجنوبها، بذريعة محاربة “داعش” وحماية حُلفائها في المنطقة،
واليوم تُسقط قوات العدوان الأمريكي طائرة حربية سورية، بالقرب من الرقة كانت في مهمة قتالية ضدّ مجاميع داعش وهنا تتوضح بجلاء هوية حلفاء أمريكا، فالأخيرة التي داست على ميثاق الأمم المتحدة، أكّدت للعالم أجمع أنها هي من صنعت “داعش” وأنها هي من تحميه، وأنها هي من تضمن له الإنسحاب الآمن من الرقة السورية إلى دير الزور لإقامة إمارة جديدة له، قد يمتد نفوذها على طول الحدود مع الأردن والكيان الصهيوني، لضمان أمن “الشرطي الأمريكي” في الشرق الأوسط، وأنها اليوم إذ تستعمل الأكراد كأداة لقطع طريق التواصل بين سوريا والعراق، ليس حُبّا في الأكراد على الإطلاق، فالأمريكي يستغل غباء قيادة الكرد لتمرير أجندته، وسيضحي بهم في الوقت المناسب، ومتى دعت الضرورة إلى ذلك.
الأمريكي ورّط مشيخة قطر والسعودية وتركيا والأردن في الحرب التي يشنها على العراق وسوريا، وهو في الوقت نفسه يبتز هذه الدول وينهب ثرواتها ويُضعفها بقوة، حتى يبقى الكيان الصهيوني هو القوة الضاربة الوحيدة في المنطقة، ولا أدلّ على ذلك من إضعاف قطر واتهامها صراحة بدعم الإرهاب، وابتزاز السعودية عبر اختلاس مئات الملايير من الدولارات من خزائنها بذريعة حمايتها، ودعم الأكراد الذين تتهمهم تركيا بدعم الإرهاب.
اليوم وأمام هذه الحقائق يحق لنا أن نتساءل وببراءة عمّن هو الإرهابي، وعمّن هو ضحية الإرهاب، والأكيد أننا لن نتفق على تعريف موحد للإرهاب، كما أننا لن نتمكن من التنبؤ بمن هي الدولة العربية التي ستُتّهم لاحقا بدعم الإرهاب، والأكيد بنظرنا أن الخروج من هذه الدائرة الشيطانية، لن يتحقق إلا عبر إجراء مراجعة شاملة لما حدث ويحدث بوطننا العربي،
والتساؤل عمّن هو الرابح والخاسر في كلّ ذلك، وبالضرورة سنصل إلى نتيجة حتمية وهي أننا كعرب في المنطق الأمريكي، كلنا إرهابيون، ما لم نُمكّن الأمريكي من خيراتنا وثرواتنا، ونعلن جهرا صداقتنا للعدو الصهيوني، وخُذلاننا للشعب الفلسطيني، الذي بات اليوم ضحية للخيانة العربية التي صنفت الحركات المُقاومة للإحتلال على أنها حركات إرهابية، فأي إرهاب هذا الذي أقام العرب والعربان حلفا لمُحاربته؟
|
ليست هناك تعليقات