في البدء كانت الكلمة نطقها المسيح فأتبعها محمَّد بأنَّه ليس بقارئٍ حتّى قرأ باسم ربِّه الذي خلق خلق الإنسان من علق , و ها نحن و دون أن نقصَّ أظافر الكيد و الحقد نخدش وجوهنا التي من المفترض أن تتجمَّع لتكوِّن وجه سورية الناصع لا أن تتعكَّر متشرذمة ً في ملامحها الحسيرة تنظر في مرآة الكمال حيث تاهت عيونها عن طبعة القلوب التي بانت على أجبنتها المستعصمة في سجودها و المتوارية فيما بين الركع و هي ترتِّبُ أولوية النظرات و تتباعد غارقة ً في وساوسها على أعتاب المدرحية التي تسامت فما فتحت أبوابها للغرائز الشرِّيرة و تركتها تعبث مكسِّرة ً أظافرها الطويلة على أوهام السراب !!....
بعد كلِّ هذا تنزل الدهشة على عيوني و تتفجر ملامحي على القرَّاء متسائلاً كيف يتباهى سنيٌّ خرج من رحم أمه السوريَّة بفحولة العرعور و رجولة القرضاويّ ؟!! و كيف يُخْرجُ من عيون مكة ماءَ العريفي و النبوَّة تتلألأ في دمعته الأولى حتَّى تبدو ليلة القدر جليَّةً في أعضائه التناسلية بعد نشوة ٍ سبقته إلى دمعته الأخيرة ... يتكئ على عصاه و هو يرى عصبته تسفك دم العذارى و يبحث في أيمانه عمَّا ملَّكتْه إياه دائرة الوهَّاب السفَّاح ؟!
في سفر التكوين تخرج أورشليم من مهد عيسى و تبحث عن صهيون المتدلي من أحد أغصان الماسونية المتفرعة في كل شِعْبٍ ما زال باحثاً عن اختراق قاسيون من كلِّ سرداب ٍ يحدِّث دمعته عن مبكاه فيغرق بالكذب حتّى يصل مسرى العقل المغيَّب عن ضمائر ماتت في صيرورتها الأولى مذ أجهضتها بلداننا بعد قرون ٍ من عقم السلاطنة العثمانيين و لقاحات الخبث الغربية التي أبرزت الشرفاء من آل سعود و هم يلوثون شرف العروبة باتفاقيات حسين مكماهون لتحبل من جديد بنطفة سايكس بيكو و تلد أمّةً مقسَّمة ً منقسمة ً على نفسها تواسي أرقها من كل انتداب بكذبة الاستقلال !!.
و يبدأ الإعداد و العتاد داخل المصحف الباحث عمَّن يستنصره لينصره و الإنسان يستجير مِن دم الحرف الذي يستنطق العبيد كي يغرقوا الإنسان بسواطير الفهم الغليظ و النصوص القاصرة إذا ما بلغت رشدها بإرهاب من كتبوها ليثبتوا للعالم أنَّ الرؤوس المتطايرة هي الشرعة المثلى لاستعباد من يرعون انحلال الإنسان ما بين المشرق و المغرب و ليت انحلال الإنسان يغدو شرعةً إذا ما رفعه بالنص قبل أن يفخخه هذا النص بالتفاسير التي أزهقت انحلاله فتاه عن إنسانيته بعد أن شردت روحها في العذاب المستطير ما بين ويل ٍ و سَقَر و أطلت من شرفة مجاهد ٍ يتناكح مع الحور العين و هو من كان يقرأ آية ربه "ظهر الفساد في البرِّ و البحر بما كسبت أيدي الناس " !! فليرينا ماذا كسبت يداه اللتان تلطختا بكلِّ ما حرَّمتاه في الدنيا على الناس فقط كي تغدو الآخرة بره الجنسي و بحره الغرائزيِّ بعد طول بداية ٍسادت فيها غريزته الوحشية و انتصرت طبيعته الدموية !! فهل من آخرة ٍ تسعهم و هل من دنيا تتعايش معهم بعد أن نسوا جهاد النفس الأكبر و سخًّروا غزواتهم لتملك أيمانهم ما يؤجج فروجهم التي استملكت كلَّ ما فيهم من جوارح الإنسان فسبقوا كل البهائم و القطعان الحيوانية !! و راياتهم سوداء تبيضها كلمات الله الواحد و الرسول الهاشمي ِّالذي ختم أسطورة الرسائل بقرآن الغيب "و ما علمناه الشعر و ما ينبغي له إن هو إلا ذكر و قرآن مبين" !!
عندما أتقن جورج بوش رقصة السيوف مع الملك عبد الله كان القرضاويِّ يحيي السيد حسن نصر الله و يمدح ولاية الفقيه في دمشق و عندما تحدث الرئيس الأسد عن أنصاف الرجال كان الشارع العربي يهتف لحزب الرجال عام 2006 حينما أطلقت الشمطاء كوندوليزا رايس مفاهيم الشرق الأوسط الجديد و الفوضى الخلَّاقة و يومها كان نصر الله شيعيّاً و كان القرضاويّ مطروداً من دولته السنية و كانت حماس السنيَّة على قمة قاسيون تصفق لانتصار حزب الله و ترفع راياته الصفراء وحدها إسرائيل كانت ترشُّ الحقد و هي تعرف أين و متى ستتبدَّل المعالم لتحمل الجموع السنيّة رايات ٍ لونتها بجهلها الأسود بوحوشٍ ظنُّوا أنَّ الله يكتبهم على لوحه المحفوظ بحبر الغفران بعد أن يقارعوا الشيعة في سراديب المهديِّ و يجاهدوا ما بين زينب و علي تحت عباءة أبي بكر و بسيف عمر كي ينتصروا في كربلاء بعيداً عن إسرائيل التي تبنى على أشلاء العرب كربلاء التي ربما زنت و ربما هي عذراء المدائن و لكن في أرحامها مأساة الحسين !!
فهل اشترى الله من السنة و الشيعة و اليهود و النصارى(المسيحيين) و العرب و الكرد و المؤمنين و الصابئين و اليمينيين و اليساريين أموالهم و أنفسهم كي يتفرقوا في منابتهم و يميزوا بين قتلاهم أم كي يسودوا و ينالوا جنتهم العربية السورية بعد اجتثاث الأعداء الطامعين ؟!!
"إن الله اشترى من المؤمنين أنفسهم وأموالهم بأن لهم الجنة يقاتلون في سبيل الله فيقتلون ويقتلون وعدا عليه حقا في التوراة والإنجيل والقرآن ومن أوفى بعهده من الله فاستبشروا ببيعكم الذي بايعتم به وذلك هو الفوز العظيم" !!
ليست هناك تعليقات