كانت تبكي في ليلة القدر و هي تبحث عن فارس أحلامها الذي لم يُخلق بعد أو لربَّما ما زال مطوياً في الكتب المقدَّسة و ها هي قد تجهَّزت بكل ما في الأسواق لكن أسواق الدراويش من "السنامكي " الذي لولاه كانت الحالة "بتبكي " !
و أخذت تعالج الشعر وتزيل حب الشباب و تعمل على ريجيم قاسٍ كي تقلل من وزنها و من الشحوم الزائدة و من الديفوهات الملعونة و بقيت كذلك حتى قرأت "إنا أنزلناه في ليلة القدر* و ما أدراك ما ليلة القدر ؟!* ليلة القدرخيرٌ من ألف شهر* تنزَّل الملائكة و الروح فيها بإذن ربهم من كلِّ أمر!* سلامٌ هي حتَّى مطلع الفجر* " ! فاشتعل النور في وجهها بعد طول ظلمات و صارت كالحكومة السورية بكلِّ أسفارها المحمولة و غير المحمولة لكن ليست كمثل الحمار تحمل أسفارا بل كمثل الذئب المفترس تنشد أشعارا عاطفية وطنية وضَّاءة مشرقة بهيجة تشرق ببسمات المواطنين و بجراحهم المفتوحة و بأكاذيبهم المفضوحة و بصدقهم المنتفخ أو المنفوخ حتَّى يكاد يغرينا أن ننزل مصاحف التغيير في كلِّ ليلةٍ لا ندري أهي القدَر الأحمق الخطى أم القدْر الذي يخلق المساواة بالمواطنة لا بتغييبها و بالمعادلة التي تحتمل أطرافاً لا يغزوها أو يلغيها أو يتجاوزها طرف واحد يلعنها و يجعل من حلولها مستحيلة بل و يلغي المعادلة و أطرافها من الأساس فعن أية حكومة تجميلية تتحدثون يا أصحاب "السنامكي" ؟!!.......................
ها هي الحكومة الإيرانية التي لا تحتاج "السنامكي" بكلِّ تداخلات أطرافها في معادلات العالم برمته من المتشددين المحافظين إلى الإصلاحيين المعتدلين إلى الشاهنشاهيين تثبت من جديد أنَّ اختراقها داخلياً من أصعب المعادلات في المنطقة بل و من أصعب النظريات التي لن يجدوا سبيلاً إلى تفسيرها ما دام كلَّ التنوع العرقي أو الإثني و الديني في داخلها الذي حاولت تحريكه أميركا و أذنابها في المنطقة العربية لم يعد أو يرتد وبالاً عليها بل إن محاولة اختراقها جعلت هذا التنوع حائط صدٍّ لا مثيل له و هنا لا ننفي مهنية الإعلامي الإيراني و المحلل الإيراني و القارئ الإيراني و الباحث الإيراني و الكاتب الإيراني و كذا العالم و الشاعر و الفنان و كل مبدعٍ رفع علم بلاده في وجه زمرٍ حاولت دسَّ السم في العسل باسم الحرية و الديمقراطية فلم تنل إلا الخسران و خاب أملها و ارتدت على أعقابها خاسرة تجرُّ أذيال الخيبة بينما في بلادنا رأينا النقيض تماماً لأنَّ شعوب منطقتنا الحاقدة التي تسرقها العواطف المزيفة و الاستثارات الخارجية بخطابات أكل عليها الدهر و شرب و مع ذلك لم تمت عندنا ما زالت عاجزة عن التفريق بين الكاره و بين المحب و بين العدو و بين الصديق و بين الحليف و بين المستعمر !!................
فما أحيلاه نظام الملالي عندما يُفرق بين ليلة القدر و ليلة القهر و ما أقبحه نظام البلاي بوي حينما لا يفرق بين النسوة إلا بالخلفيات المنتفخة و بحمالات الصدور الطائرة و ما أجمل النسوة في بلدٍ تتطاير حكوماته في ملكوت التجهيل المقدس و في لاهوت السنامكي كل منام تتداخل فيه المعارك كما قال الرب في الأنفال "وَإِذْ يُرِيكُمُوهُمْ إِذِ الْتَقَيْتُمْ فِي أَعْيُنِكُمْ قَلِيلًا وَيُقَلِّلُكُمْ فِي أَعْيُنِهِمْ لِيَقْضِيَ اللَّهُ أَمْرًا كَانَ مَفْعُولًا وَإِلَى اللَّهِ تُرْجَعُ الْأُمُورُ" فهل من نافلةٍ أشهى من الانتصار لحكوماتنا المقدسة في كلِّ شهرٍ و في كلِّ معركة هي العمر اليتيم و ما لليتامى من وليّ و لا من نصير ؟!!
ليست هناك تعليقات