أخبار الموقع

اهــــــــلا و سهــــــــلا بــــــكم فــــــي موقع مجلة منبر الفكر ... هنا منبر ختَم شهادةَ البقاءِ ببصمةٍ تحاكي شَكلَ الوعودِ، وفكرةٍ طوّت الخيالَ واستقرتْ في القلوبِ حقيقةً وصدقاً " اتصل بنا "

« رسالة من أم الشهيد » ... بقلم : ايمان عبد الملك



 « رسالة من أم الشهيد » 
    بقلم : ايمان عبد الملك
   14/9/2017
 كاتبة لبنانية


« مجلة منبر الفكر» ايمان عبد الملك       14/9/2017


لا اعلم كيف أحميك يا ولدي ،أنت ثروتي في الحياة وأملي،وجودك أغلى ما املك في الدنيا من كنوز وحبك سندي، حملت نعشك على كتفك وغصن الزيتون غرسته في يدك,ذهبت منطلقا" نحو العزة لتصون كرامة وطنك,عدت لي ممّدد في كفن ,حامل وسام الشجاعة والبطولة والعزة الذي أهديته لولدك .

 إلى متى ستبقى يا بلدي متشح بالسواد, صور شهداؤك مزروعة على الجدران رغم مّر الزمان ,صوت أمهات تنتحب تعتصر لها القلوب ,تزف شبابا بعمر الزهور, وهناك صبية مكللة بالبياص منتظرة عريسها لتقدم له  الورود,دمعة أطفال مكسوري الخاطرحرموا من اجمل كلمة ينادوها في الوجود ,إلى متى ستبقى يا بلدي تدفع الثمن ,ألم تنته بعد لعبة الأمم ,وما سببته لمجتمعاتنا من ظلمة وألم وسط حروب طويلة الأمد.

أوقات صعبة مريرة مرت في حياتنا ومن الصعب ان تنجلي ,حرمتنا الأمن والسلام ,حرمتنا الراحة والوئام ،حرمتنا من  صناعة مستقبل واضح نقدمه لأجيالنا ,اسكتونا وحرمونا من نعمة الكلام وطني جريح... ارجوكم ردوا لنا الحرية والأمان.

ما يؤلمني يا ولدي أن دمك يهدر من دون ثمن يذكر ,دموعا غزيرة جفت من كثرة الألم ,حقدا زرع في القلوب وليس من دواء يشفيه ولا حتى مرور الزمن , سفكوا دمك ,خطفوا الروح من جسدك , اعتقدوا أنهم انتصروا بفناك ،لكنهم اخطؤوا لأنك زهرة تعطّر الجو بعبقك , التضحية في قيمك شرف تتحدث عن نصرك ,لم يفهموا بعد ان شهادتك  زادت من شموخك وعزتك ,لا تحزن يا ولدي سنبقى نطالب بدمك ولن يغلق ملف قضيتك لأن روحك هائمة كالنسر في السماء تشهد على كل مغتصب لأرضك.بعد أن دفعت فاتورة غالية وغيرك قبض الثمن.

هذه رسالتي لك يا ولدي، سامحني لاني لم اسطع ان افديك بدمي، قدمت لك الحياة مرة ، ومن الصعب ان اعيدها لك ثانية ،لكن صدقني لو تكررت هذه المرة أعدك بأني سأحافظ عليك بعيدا" عن كل من حاول ايذاءك، عن كل بلد لا يحافظ عليك وعلى حياتك ، افتخر بك نعم ، لكني خسرتك ويؤلمني غيابك الذي لا يقدر بأي ثمن  .

  اقرأ المزيد لـ ايمان عبد الملك


لإرسال مقالاتكم و مشاركاتكم
يرجى الضغط على كلمة  هنا 


ليست هناك تعليقات