أخبار الموقع

اهــــــــلا و سهــــــــلا بــــــكم فــــــي موقع مجلة منبر الفكر ... هنا منبر ختَم شهادةَ البقاءِ ببصمةٍ تحاكي شَكلَ الوعودِ، وفكرةٍ طوّت الخيالَ واستقرتْ في القلوبِ حقيقةً وصدقاً " اتصل بنا "

« علاقة أردوغان بالمضارب المالي الأمريكي اليهودي الأصل “سوروس”» بقلم : علي عبد الله التركي



تبين أن السلطات التركية أدرجت رجل الأعمال المعتقل في التاسع عشر من أكتوبر/ تشرين الأول الجاري بمدينة إسطنبول عثمان كافالا ضمن ملف تحقيقات موظف القنصلية الأمريكية في إسطنبول المعتقل متين توبوز.

وكانت الولايات المتحدة قد وجهت تصريحات عنيفة إلى تركيا اختتمتها بقرار وقف إصدار تأشيراتها إلى مواطني تركيا عقب اعتقالها موظف البعثة الدبلوماسية الأمريكية “متين توبوز” بتهمة التجسس في إطار ما يسمى “تحقيقات حركة الخدمة”، مما دفع تركيا إلى اتخاذ الإجراء نفسه بحق مواطني الولايات المتحدة.

تطرق الرئيس التركي رجب طيب أردوغان ورئيس حزب العدالة والتنمية الحاكم وفي كلمته خلال اجتماع للمجموعة البرلمانية لحزبه إلى مسألة اعتقال رجل الأعمال عثمان كافالا بقوله: “إن علاقات الشخص الذي يُلقبه الغرب بـ”سوروس تركيا” تتكشف وسيدفع الثمن.”

 من هو جورج سوروس الذي قصده أردوغان بكلمة “سوروس تركيا”؟

جورج سوروس ( مواليد 12 أغسطس عام 1930) هو مضارب مالي ومستثمار ليبرالي أمريكي من أصول يهودية ومجرية، وتجاوز حجم استثماراته في دول أوروبا الشرقية مثل أوكرانيا ويوغوسلافيا حجم المساعدات التي قدمتها الأمم المتحدة لهذه الدول، مما يجعل البعض يصفه بـ” محب الخير”.

ويرى البعض أن هذه المساعدات دوافعها سياسية، حيث يتهمه من يرون أن المساعدات التي قدمها سوروس هى مساعدات سياسية أكثر من كونها اجتماعية بالتدخل في الشؤون الداخلية لهذه الدول وتوجيه سياساتها باستغلال قوته المالية.

وتشير المعلومات الواردة على موسوعة (ويكيبديا) إلى أن سوروس أنفق خلال سنوات الخمس الأخيرة اعتبارا من عام 2006 نحو 8 ملايين دولار أمريكي داخل تركيا من خلال شبكة أوقافه.

علاقة سوروس بـ أردوغان

وفيما يتعلق بعلاقة أردوغان مع سوروس، كان أردوغان قد طلب من سوروس دعمهم في الانضمام إلى الاتحاد الأوروبي قائلاً: “نحن المجتمع التركي المفتوح لأوروبا” خلال لقائهما في يناير/ كانون الثاني من عام 2003. وفي منتدى “دافوس” اجتمع أردوغان والوزير التركي المعني بشؤون الاتحاد الأوروبي السابق أجامان باغيش والوزير التركي المعني بشؤون الاتحاد الأوروبي حاليا عمرو تشاليك بجورج سوروس.

وعقب لقاء أردوغان بسوروس على هامش منتدى دافوس تأسست “لجنة تركيا المستقلة” بمبادرة” وقف المجتمع التركي المفتوح”، حيث ضمت اللجنة سياسيين أوروبيين بارزين مثل الرئيس الفنلندي السابق مارتي أهتيساري، ورئيس الوزراء الفرنسي السابق ريتشارد روكارد، ووزير الخارجية الهولندي السابق هانس فان دان بروك، ووزيرة الخارجية الإيطالية السابقة إيما بونينو.

كانت تلك المرحلة بداية مفاوضات عضوية الاتحاد الأوروبي مع تركيا، فبينما مرر البرلمان حزم الإصلاح واحدة تلو الأخرى كان أعضاء لجنة تركيا المستقلة أيضا يجوبون المدن الأوروبية ويمارسون أعمال لوبي لصالح تركيا. وكانت السلطات التركية تستقبل أعضاء اللجنة بالسجادة الحمراء.

وكان الصديق المقرب للسطات التركية جان بكر يتولى رئاسة مجلس إدارة وقف المجتمع التركي المفتوح، وكان يبلغ السلطات التركية برسائل سوروس.

في تلك الفترة كانت السلطات التركية سعيدة من هذه الفعالية التي يدعمها سوروس، لكنها اعتقلت مؤخراً رجل الأعمال عثمان كافالا بحجة صلته بسورس. وذلك لتجنب إساءة فهم تعاون سوروس السابق مع تركيا في بدء مفاوضات العضوية مع الاتحاد الأوروبي.

لم يكن أعضاء اللجنة يتلقون المال، بل كان وقف سوروس يتكفل بتكاليف سفرهم وإقامتهم والمأكل والمشرب.

الأمر الخاطئ والمرفوض هو أن يقدم أردوغان اليوم على توجيه الاتهامات إلى عثمان كالافا بقوله “إن علاقات الشخص الذي يُلقبه الغرب بـ “سوروس تركيا” تتكشف وسيدفع الثمن” بعد أن طلب العون من “سوروس” وحصل عليها فعلاً بالأمس.

ليست هناك تعليقات