أخبار الموقع

اهــــــــلا و سهــــــــلا بــــــكم فــــــي موقع مجلة منبر الفكر ... هنا منبر ختَم شهادةَ البقاءِ ببصمةٍ تحاكي شَكلَ الوعودِ، وفكرةٍ طوّت الخيالَ واستقرتْ في القلوبِ حقيقةً وصدقاً " اتصل بنا "

« أبجديَّةٌ » ... بقلم : فريد غانم



  « أبجديَّةٌ »
    تأليف :   فريد غانم    
   18/10/2017


« مجلة منبر الفكر »
  فريد غانم       18/10/2017


(1)

لستُ أرجو، يا صاحبي، غيرَ القليل؛
أنْ تُقيمَ سُلّمًا من خشبِ ساعدَيْكَ، وأن تحملَ قلبَكَ كوزَ رُمّانٍ وتنثرَهُ، حبّةً حبّةً، في دربِ الهبوطِ ودربِ الصّعودِ إلى شبابيكِ عينَيْك؛
أنْ تُسنِدَ حائطَ بيتِنا القديمِ بأُمنيتَيْنِ حافيتَيْنِ، وتزرعَ في أرضِ الصّباحِ وفي أرضِ المساء تحيّتَيْنِ جميلتَيْنِ،
وتُمشّطَ شَعْرَ صبيَّةٍ وعشبَ حقلٍ بنظرةٍ حانيةٍ، وأنْ تمسحَ شفاهَ الجِراحِ بِأصْغرَيْكْ.

(2)

لستُ أرجو منك، يا صاحبي، أن تجيدَ المقاماتِ، ولا أنْ تُطلقَ من صدرِكَ سقسقةَ العصافيرِ ولا أنْ تبذُرَ في الفضاء سمفونيةً بكفَّيْكْ. 
فيكفيني نزرٌ يسيرٌ؛
يكفيني كلامٌ في خفّة الرّوحِ، أخضرُ مُخمليٌّ، أزرقُ تُحوِّمُ فيه غمامةٌ تائهةٌ، أبيضُ مِثلُ ثلجِ الحكايات، أو أيُّ لونٍ يسقطُ من حليبِ النُّجومِ أو يهبُّ من دماءِ الخيلِ التي تُسابقُ الرّيحَ في شفتَيْكْ.

(3)

فلستُ أرجو منك يا صاحبي غيرَ القليلِ القَليل؛
أنْ تُعيدَ الحروفَ إلى نصابِها؛
أَلِفًا في طُولِ موّالٍ حزينٍ، خارجٍ من تجاعيدِ أفريقيا،
باءً في شكلِ زورقٍ فينيقيٍّ، من جُذوعِ الأَرْزِ، في لونِ الأرجُوان،
تاءً في شكلِ عمامةٍ عابِقَةٍ بالوَقْتِ المُزركَشِ،
ثاءً برائحةِ الثُّغاء،
جيمًا تجدلُ الرّيحَ على قممِ الجبالِ،
وحاءً تستبدلُ الحِرابَ بالمعاولِ، في المساحةِ الصّغيرة الكبيرةِ ما بين ماءَيْكْ.

(4)

وأريدُ، يا صاحبي، خاءً لها طعمُ الهديلِ في ليلِ الخِيام،
ودالًا تُعيدُ الأرضِيَّ للأرضِ والإلهيَّ إلى السَّماء، 
وذالًا بلا ذُلٍّ،
وراءً ترى فيها البدايةَ في النّهايةِ والنهايةَ في البدايةِ، وتشهدُ فيها حدودَ المُطلَقِ بين بابَيْك.

(5)

وأريدُ زايًا، في زيِّ بائعةِ الخُبز العاري في الشّارعِ الموحِلِ،
وسِينًا تصبُّ البردَ على نارِ الصُّدورِ،
وشِينًا تُوزِّعُ الشّمسَ بالمجّانِ على كهولةِ والدَيْكْ.
وأريدُ صادًا وضادًا وطاءً وظاءً،  في شكلِ عنقودٍ من حصى الوادي وأصدافٍ الطّريقِ بين بَحرَيْكْ،
 وعينًا تخرجُ من صخرِ الخرافاتِ، كَيْ تلطمَ مِخرزًا،
وغَيْنًا بلا غِيًّ ولا غُبنٍ،
وفاءً تملأُ الأباريقَ كلامًا زلالًا وتسكبُها فيئًا طفيفًا مِنْ حوالَيْكْ،
وقافًا تهطلُ ماءً لُجينًا فوق السُّطوحِ أيّامَ الحصاد،
وميمًا بشكل المجرّات قبل انفجارِها، وطَعمِ الكستناءِ المشويِّ في عَتْمِ الشّتاء،
وأريدُ نونًا تنقلُ الأنبياءَ في بطنِ حوتٍ، من زمن الشَّريعةِ إلى زمنِ  الخديعةِ، وترسمُ دربَ الاستحالاتِ، بسمةً مفتوحةً بين غمّازتَيْكْ.
وأريدُ هاءً في طعمِ الدّهشةِ البِكرِ،
وواوًا تشبهُ المنجلَ في النّهار، وعلامةَ استفهامٍ في المنام،
وأريدُ منك يا صاحبي ياءً تُنادي، عسى أنْ ينهضَ الماردُ الذي فيك ويقولَ "لَبَّيْكْ".

‭‮

  اقرأ المزيد لـ فريد غانم


لإرسال مقالاتكم و مشاركاتكم
يرجى الضغط على كلمة  هنا


ليست هناك تعليقات