أخبار الموقع

اهــــــــلا و سهــــــــلا بــــــكم فــــــي موقع مجلة منبر الفكر ... هنا منبر ختَم شهادةَ البقاءِ ببصمةٍ تحاكي شَكلَ الوعودِ، وفكرةٍ طوّت الخيالَ واستقرتْ في القلوبِ حقيقةً وصدقاً " اتصل بنا "

« جرأة عائلة إيطالية تجابه الفاشية في أوج عظمتها »



“استغل موسوليني ببراعة مخاوف الإيطاليين من الاضطراب السياسي والاقتصادي بعد الحرب العالمية الأولى، والرهبة المبالغ فيها من الشيوعية”

تكشف الكاتبة كارولين مورهيد في روايتها الجديدة (عائلة جريئة وشجاعة : قصة رائعة لأم إيطالية وابنيها، وكفاحهما ضد الفاشية)، عن الكفاح الذي خاضته أميليا روسيلي وأبنيها، كارلو ونيلو، ضد الطغيان الذي اجتاح ايطاليا من 1922 إلى 1943. كانت معركة غير متكافئة، ولكنها مليئة بالكثير من قصص الشجاعة والتضحية، والاحداث الدرامية.

كانت أميليا امرأة غنية وقوية،وهي كاتبة مسرحية وناشطة نسوية؛. توفي ابنها الأكبر، ألدو،في القتال في الحرب العالمية الأولى. وقد حطمها هذا الحادث، ولكن مسيرتها مع الأحزان كانت قد بدأت للتو.

كان ابنها كارلو روسيلي، الذي ولد في عام 1899، واحدا من خصوم موسوليني العنيدين ، وكان يعتقد على نطاق واسع أنه خليفة محتمل له كرئيس وزراء “” إذا ما تمكن من ان يحول قطار الفاشية عن مساره. وقد ذكر البلاشفة بخيرلفترة من الوقت، وكان مستاء من تروتسكي (كانا يتجادلان كثيرا )، ولكنه سرعان ما استقر في منتصف الطريق على الانضمام الى صفوف الاشتراكية الديمقراطية.

كارلو و نيلو كانوا يتابعون حياتهم الدراسية في أوائل العشرينيات في خضم تصاعد نجم موسوليني ، الذي كان يحب التجول في جميع أنحاء روما بصحبة اسد صغير، كان يشدد قبضته على السلطة. لكن الاغتيال الوحشي لزعيم المعارضة جياكومو ماتيوتي في عام 1924 غير كل ذلك.

وسرعان ما بدأ الأخوة باصدار صحف سرية مثل نول مولار (لا تستسلم)،و يثيرون زعماء المعارضة ضد موسوليني ويستخدمون الطائرات لإسقاط منشورات سياسية على المدن الإيطالية.

الكاتبة كارولين مورهيد، التي نشأت في إيطاليا وتتحدث الإيطالية، تصور في كتابها تجارب وخبرات عائلة روسيلي بتفاصيل حميمة: الحبر غير المرئي، والهروب من السجن، والمراسلات المشفرة، وكثرة الجواسيس. ،والكتاب يقرأ كانه فيلم إثارة .

و في مواضع آخرى،فان المؤلفة أحيانا يمكن أن تضيع في التفاصيل وتفترض ان القارئ يجيد الإيطالية. يمكن أن يكون الوصف الروائي للشخصيات الثانوية مفرطا، على سبيل المثال: تقول في احدى العبارات “كان دوميني شابا ذو وجه بسيط، مع شعيرات مظلمة متناثرة بدقة وآذان تمسك بها. كان لديه شارب صغير مرتب، ولكن بدون لحية”.

ومع ذلك فهي تقدم في المقام الأول، عملا رائعا ، تصف فيه زحف الفاشية في ايطاليا ، وتأثيرها على المواطنين العاديين، مع تركيز حاد وعميق على الاحداث التي تستحق الذكر. ربما كان موسوليني قد جعل القطارات تصل في الوقت المحدد، لكنه جعل إيطاليا تركع على ركبتيها قبل أن يضع الشعب الإيطالي أخيرا حدا لحكمه الوحشي.

قبل نهايته الدموية، كان موسوليني بالنسبة للعديد من الإيطاليين هو الحل لجميع التحديات الاقتصادية والاجتماعية لبلادهم. حتى وينستون تشرشل اعجب ب “يده الثابتة” في عام 1927، عندما كان من الجلي أن قسوة الفاشية واضحة للعيان. المشكلة، بالطبع، عندما تصبح اليد القوية قبضة حديدية. وعندما اتفق البابا مع موسوليني. وجد الناس أنه مفيد بطرق مختلفة. بالنسبة للبعض، بدا ترويض النمر وكأنه فكرة جيدة، على الأقل لتهدئته، حتى اكتشفوا ما كان عليهم أن يخسروه.

في محاكمته، أدلى كارلو روسيلي ما وصفته المؤلفة “بالخطاب الأكثر تأثيرا، والذي يذكر مرارا في سجلات مكافحة الفاشية:

“كان لي منزل: ودمروه. كانت لي مجلة: فصادروها. كان لي مقعد في الجامعة: اضطررت إلى التخلي عنه. كان لدي، كما لدي اليوم، أفكار وكرامة ومثالية: لقد أرسلت إلى السجن. كان لدي معلمون وأصدقاء – أمندولا، وماتوتي، وجوبيتي – قتلوهم جميعا”.

حكم كارلو بالسجن 10 أشهر ، بسبب انتقاده لموسوليني. لكن هذه كانت إيطاليا الفاشية في عام 1927، التي نالت اعجابا منقطع النظير من رجل في الشمال كان محرضا سياسيا ألمانيا غامضا (كان في الواقع رجل نمساوي) يدعى أدولف هتلر: ازدادت سطوة موسوليني وحكم على كارلو بخمس سنوات من النفي الى جزيرة صخرية قبالة ساحل صقلية.
وقد خضعت وسائل الإعلام والسلطات القضائية لموسوليني تماما واصبح هو القانون. ومع ذلك، فإن ملحمة روسيلي لا تنتهي هنا

ليست هناك تعليقات