« المعارضة السورية المكتئبة » ... بقلم : زهير ماجد
كل ما جرى ضد سوريا كان تكثيفا استخباراتيا حسب قول لقيادي مصري بارز هو نبيل نعيم، وكانت الولايات المتحدة وراء كل صغيرة وكبيرة، كما قال رئيس الوزراء القطري السابق حمد بن جاسم.
ربما نسي الناس المشاهد العنترية التي قام بها ما سمي بقيادات المعارضة السورية في الخارج الذين تسابقوا إلى حيث هم اليوم من أجل رضا الدولار وهم قد أثروا على حد تعبير مسؤول عربي .. بل إن سبعة منهم تم استنفارهم لاختيار “رئيس جمهورية سوريا المقبل” من بينهم وبعضهم كتب البيان الذي سيلقيه على الشعب السوري، وهم اليوم قد انقرضوا جميعا.
ويضيف نعيم في معلومات جديدة أن عشرة من كبار قياديي “داعش” هم من المخابرات المركزية والموساد .. حتى الآن نحن نتداول القليل من المعلومات عن الكارثة العربية التي مررنا بها، ليقول كاتب لبناني هو محمد الزين بأنه حصل على ثلاثة آلاف وثيقة عن تلك الكارثة، فإذا بما جرى ويجري مخطط لها منذ التسعينيات.
كنا نقول هذا الكلام ولم يسمع أحد، وكنا نصف تلك المعارضة السورية بأنها حشرات متحركة، أو صبية يلعبون في ملعب لا يعرفون منه سوى الدولارات التي تنهال عليهم، يلبون فقط الأوامر التي تأتيهم ويتحركون بناء على خريطة طريق ترسم لهم، بل قيل إن ما يجب أن يتحدثوه يوصى به من قبل الأجهزة الاستخباراتية، وبعضهم كان يكتبه كي لا ينسى أو يخرج عن النص المفروض عليه كي لا يعاقب.
أحد هؤلاء “الجهابذة” وهو ميشيل كيلو يبدو أنه اغتنى بعد فقر تاريخي، خرج عن النص أو سمح له بالقول أو اتفق معه أن يقول، فإذا به يشتم المعارضة والمسلحين ويتهمهم بكل الأوصاف السيئة ويلعن الساعة التي تعرف فيها عليهم كما يقول .. ماذا لو نجح هؤلاء في الوصول إلى أهدافهم وتحقيقها .. ما زلت أتذكر أحدهم خلال شهور الحرب الأولى على سوريا كيف كان يتحدث بعنجهية من وصل إلى هدفه في أحد البرامج حتى أنه قال للمذيع إن شنطة ثيابه جاهزة من أجل الانتقال إلى دمشق خلال أيام.
مساكين هؤلاء، وقعوا أسرى لعبة استخباراتية جهنمية لم يختبروها من قبل، فوصل بهم الحال إلى أن أبرزهم في تلك الأيام برهان غليون كان يختال بين العواصم ويجري مقابلات مع الصحافة يتحدث فيها عن خططه المستقبلية العاجلة لحكم سوريا، وما زلت أذكر أنه وضع تصورا للجيش السوري المقبل لا يتجاوز عدده الستين ألفا، وأنه سيعترف بإسرائيل وغيره من الأمنيات الخيالية الدونكيشوتية التي تراءت لهم في المنام فظنوا أنها حقيقة.
هنالك معلومات بأن عددا من هذه “المعارضة” الصبيانية يجري من بعيد حوارات من أجل العودة إلى سوريا وبأي تصور ترضاه الدولة. لعله اليأس بالطبع، وجميعهم وصل إليه، لكن بعضهم ما زال يكابر عندما يتحدث للإعلام وكأنه يملك القدرة على أي فعل، وهو يعرف بالتمام حقيقة وضعه ووضع من معه .. بل إن هؤلاء لم يتمكنوا حتى من التآلف فيما بينهم، فكيف عليهم لو تحقق لهم مبتغاهم.
كل شيء تغير منذ تلك الأيام والشهور الصعبة التي يختصر الجانب التآمري منها الشيخ حمد بن جاسم في كلامه الصريح للإعلام.
من المؤكد أن مستقبل هذه “المعارضة” أن لا وطن لهم بعد الآن سوى الدولار الذي قبضوه وصار له مكان في قلوبهم وبإمكانهم العيش حيث هم، والموت أيضا حيث التراب سيكون غريبا عندما ينهال على جثثهم..
سوريا اليوم تتهيأ للاحتفال باليوم الموعود لنصرها النهائي. يا لها من مؤامرة المكتوب فيها آلاف الصفحات والمنفذ فيها مثير وسيأتي يوم إعلانه.
ليست هناك تعليقات