أخبار الموقع

اهــــــــلا و سهــــــــلا بــــــكم فــــــي موقع مجلة منبر الفكر ... هنا منبر ختَم شهادةَ البقاءِ ببصمةٍ تحاكي شَكلَ الوعودِ، وفكرةٍ طوّت الخيالَ واستقرتْ في القلوبِ حقيقةً وصدقاً " اتصل بنا "

« شيزونفرانيا الخوف » ... بقلم : ايمان عبد الملك



 « شيزونفرانيا الخوف »
  بقلم : ايمان عبد الملك
   20/11/2017
 كاتبة لبنانية


« مجلة منبر الفكر» ايمان عبد الملك       20/11/2017


 الحياة اليومية القلقة للفرد العربي داخل مجتمعاتنا الشرقية ، تجعله يعيش أمام مشاكل معقّدة مؤلمة نفسيا" يصعب الحل فيها ، ذلك من خلال عدم قدرة التركيز ، نتيجة الأوضاع المضطربة غير الآمنة ، مما يؤثر سلبا على حياته اليومية المعتادة ، ليعيش بتوتر دائم مرفقة بعصبية تقوده الى الخوف والانطواء والعزلة ، او بالانتقال الى العبثية في التصرف والأداء والتعامل مع امور الحياة الخاصة والعامة .

ان السياسة المتّبعة في بلادنا وكبت حرية التعبير ،والصور التي نشاهدها يوميا" على شاشات التلفزة معزز بتسويق ثقافة القتل والارهاب والتنكيل، تجعلنا نتقمص أكثر من قناع يظهر تلقائيا" بسلوكياتنا النفسية وانعكاساتها الخارجية سواء في النفس او المنزل وخارجه لنمسي ونصبح بشخصيات مختلفة ليس بداعي التغيير، لكن حسب الظروف والضغوطات الاجتماعية والسياسية التي تلازمنا.

فعندما يدخل المجتمع في حالة الشرذمة والطغيان السياسي والموروث الثقافي، يضيع من بعدها المرء ، ليتملكه الخوف والرعب وسط القوة والبطش لتزداد النفوس خواء . هنا قد نسعى بطرح الأسئلة التي تقودنا الى تبسيط الفعل، وقتل روح التجدد والمبادرة لحياة أفضل بسمو الفعل المتطور ، لنسلّم ونرضى بما تمليه علينا حكوماتنا من قوانين مجحفة ،

ونصبح ممتثلي للأوامر الصادرة من القادة دون أي مناقشة او تفكير ولو بدرجاته الدنيا او القيام بأي من المعايير الجريئة ، لنمسي عديمي القدرة بامتلاك أي قرار نابع من الذات أو تفكير صائب يحسّن وضع البلاد ،

فالضغوطات المتتالية تسيطر على اسلوبنا ونجد نفسنا متتبّعي سياسة الخوف نتيجة الموروث الثقافي والنظام التربوي ورقابة الدولة ،فضلا عما تلميه علينا ثقافات شخصية مصلحية تحت عناوين دينية قد لا تمت اصلا لروح الدين ورسالته السماوية السمحاء ، ليحّولوا حتى تلك الروح التواقة الى افعال سلبية تزرع في القلوب منذ نشأتها ، دون ان نعي اننا نتجه بالطريق المعاكس الذي يصل بنا الى زرع التعصب و التطرف لا اراديا"

واذا حاولنا الابتعاد ينعتونا "بالملحدين". الواجب يتحتم بتوصية الشعوب العربية ومثقفيها خاصة ، ان يواصلوا الكلمة دون خوف وابداء الرأي بوضوح، وان لا يقفوا مسلوبي الارادة في قول كلمة الحق ، ولا يجعلوا الخوف يبعدهم عن بلادهم من خلال هجرة مؤجندة مقصودة ، لنصل الى حلول جذرية من خلال زرع الروح الوطنية الاصلية المتطورة ، اضافة الى انشاء المؤسسات الاجتماعية والمدنية لحماية حقوق الانسان ، وفسح المجال للتعدد الفكري والسياسي وانسجامه بوحدة البلاد...



  اقرأ المزيد لـ ايمان عبد الملك


لإرسال مقالاتكم و مشاركاتكم
يرجى الضغط على كلمة  هنا 


ليست هناك تعليقات