ذات يوم أصبح تاريخا
للثوار والأحرار
اخترت الاحتراق طوعا
ولم تقبل ظلما ودوسا للكرامة
يا ابن الهمامة الأصيل
وقد أطلقت الشرارة الأولى
لثورة الجياع والمقهورين
من بطش السلطان
أعلمك يقينا
انّ الثورة انتصرت
وأكمل الثوّار المسيرة
لِيهدوك سلاما
لقد فرّ الطاغية مذعورا
في ظلمة اللّيل هاربًا
لم يَنفعه العسس
وجوقة القوادين
وأمواله المسروقة
والجدران العالية
التي حجبت عنّا شمس الحرية
وجعلتنا عبيدًا لذوي العاهات
وأمراض جنون العظمة
هزمته أخيرا
يا بائع الخضر
في مدينتي المنسية
بلاد الثوار سيدي بوزيد
نم شهيدا
نم هادئا
نم مبتسما
نم حالما
فالثورة انتصرت
ودخلت قلب التاريخ
فعادت النخوة للهمامة
بعد سنوات الجدب الطويلة
لقد تحطّم الصنم أخيرا
وتهاوت امبراطورية الخوف
يا شعب البوعزيزي
لا تسمح للمنافقين
أن يسرقوا منك
الفرحة الكبرى
والمجد
والثورة
والكرامة
والحرية
ويلعبوا لعبة اللّصوص
والكلاب المهزومة
فلا مجال للرجوع إلى الوراء
إلى حقب محاكم التفتيش
والقطط السمينة
ومحسوبية أصحاب الجاه
وقهر الرجال واستباحة النساء
وارم بهم يا شعب البوعزيزي
في مزبلة التاريخ.
ليست هناك تعليقات