حينما يدخلُ أيّ زائرٍ فلسطينيّ إلى القُدس، ويتجوّل في أزقتها يرى جمالَها السّاحر.. يرى أبوابَها وأسوارها وأبنيتها ومساجدها وكنائسها العريقة.. من أزقّتها يشمّ رائحةَ التّاريخ الكنعاني.. يرى من بعيدٍ قُبّة الصّخرة بلونِها الذّهبي فيسير صوبها ويصلّي في المسجدِ الأقصى أو في كنيسةِ القيامة.. يعود مرة أخرى إلى أزقّتها ويشتري من أسواقِها.. وحين يعود الزّائر ينظر إلى سورِها، ويقول: ما أجملَكِ يا مدينةَ القدس، فأنتِ مدينةٌ تختلفين عن كًلّ المُدنِ الفلسطينية.. فيا قدسُ أرى الحُزْنَ في هذه الأيام يخيّم عليكِ، وتتألّمين من اعتداءاتٍ بمستمرةٍ بحقّكِ، ما زلنا مصدومين من قرارِ ترامب الأخير، ولا نعي بأنْ لا تكوني عاصمة لنا .. وحين يعودُ أيّ زائرٍ فلسطينيّ إلى بيته يديرُ جهازَ التلفاز، ويقلّب بين قناةٍ فضائية إلى قناةٍ فضائية أخرى ليرى ما الجديد عن القدس، فيجلس حزيناً لأنّ القدس تسلب، فينزعج من أخبارٍ حزينة عن القُدس، فيقول لك الله يا قدسُ، فللقدسِ ربّ يحميها.. فيا قدسُ، لقد بتنا مهزومين مما نراه من مواقف ضعيفة بحقّكِ، لكنّ قلوبنا معكِ يا قدس، فلا تحزني، فالحزنُ لا بدّ أن يذهبَ عنكِ ذات يومٍ..
|
ليست هناك تعليقات