مزاجي مُحطّم ، و حزين كشاب فقد بصره في معركة حامية الوطيس أو كنجار بثرت الماكينة أصابعه.
إختلط علي الحابل بالنابل.
استفقت هذا الصباح، لاهثا، خائفا.. وبقايا كابوس يمخر روحي يأبى ان يتوارى يستحضرها عمدا، كما كنت أشتهيه حلما، وهو بعيد عن يداي كالعدالة.
حلمي كان بالألوان، ويحتاج ليوسف لتفسيره، بعد سنوات عجاف أمر بها وحيدا الا من صحبة قلق يشاطرني المكان و الزمان.
ففي الحلق غصة حزن عميقة و حشرجة أنين جارحة و ولولة غربة صامتة و جراح تأبى الالتئام و حروف متقطعة تعرقلها أوتار البوح المتخشبة و أنفاس متلاحقة تصارع منافذ الريح لتصرخ و أملاح دامعة مترسبة تنحث أخدودها على الخدود ،و إنكماشة جبهة تغيب بين خطوطها الشاحبة جميع الإستشرافات.
لم يبق سوى ذلك الشبح المتحسس لجلده و عظمه ، و لا جدوى من الخيال، فقد إنجرف هو الآخر في غير اتجاه.
و الرغبة الوحيدة الآن ، ليست من البوح فهذا خيار قوبل بنقيضه ، و ليست الرغبة في الصراخ أيضا، إنها الرغبة في الغياب حيث العدم.. ثم لاشيء مطلقا.
هكذا دون صلاح الحمداني شعوره ذات مرة ونسي أن هناك الكثيرون من يشعرون بمتلازمة اللارغبة واللاشعور والكآبة خصوصا يوم الجمعة ، وهذه الظاهرة تنتشر في الدول المتجذرة وجدانيا في الإسلام بإعتبار الرمزية الروحية والشعائرية ليوم الجمعة لدى المسلمين.
هناك من يُرجع هذه الظاهرة إلى الفراغ الروحي وضعف الوازع الديني والإغتراب الوجداني.
هذه الظاهرة لها تفسيرات متعددة منها ماهو ذاتي داخلي مرتبط بالفرد وباطنه ومنها ماهو موضوعي خارجي مرتبط ببعض التفسيرات الفيزيائية :
1- حالة التناقض التي يعيشها المسلم المعتدل ، فالمسلم المعتدل يعيش نوعا من تأنيب الضمير على إبتعاده عن واجباته الدينية ، هذا الشعور ينبع في الحقيقة من اللاوعي ويصعد أحيانا إلى الوعي لكنه يرجع بسرعة إلى الأعماق ليولد نوعا من الشعور بالضيق دون أن يعي الفرد السبب الحقيقي.
2- يوم الجمعة يكثر فيه الورع والإستغفار للتخلص من الذنوب وتأنيب الضمير ، هذه العملية تأثر فيزيائيا على خلايا المخ التي تتخلص من عديد الشحنات المغناطيسية التي تنفصل سابحة متحركة في الشوارع والبيوت وقد تأثر على خلايا المخ لأفراد آخرين.
وهذه الشحنات يعبر عنها في المصطلحجات الميثولوجية الإسلامية ب "الشيطان" ، وهذا ما يفسر أن محمد أوصى بإغلاق البيوت مع قدوم الليل لحماية الأفراد وخاصة الأطفال من هذه الشحنات (الشياطين).
|
ليست هناك تعليقات