كلّما مشيتُ في الطّريقِ إلى البيت، أسمعُ صوتًا طفيفًا يشقُّ العتمَ: "أنا قلبي من تُرابٍ، وقلبُك أنتَ من حديد. عمّا قريب، حين تنزلُ الغيومُ وتسيلُ على زجاجِنا، سيصابُ قلبُك بالصّدأ، ويزهرُ قلبي"(1).
وكلّما عادَ الصّباحُ، أمشي إلى الجهات، فأرى الطّريقَ قد استعادت ألوانَها، والزّجاج قد نامَ في الصّمت. وأرى عندَ الحوافّ زهرةً تميلُ إلى الشّرق، فوقَ كومةٍ من الماء والهواء.
————
(1) للأمانة، "الكلامُ بين هلالَين هو تحويرٌ لكلام بليغ قرأتُه قبل أيّام، لكنّني لا أذكرُ صاحبَه/صاحبته. فله/لها منّي الاعتذار والتّقدير. (فريد غانم).
_______
(2)
قالَ لي صاحبي: زجاجُ النّوافذِ يُضيءُ في اللّيل، ويُظلِمُ في النّهار.
لكنّهُ بدّلَ رأيَهُ عندما أغلقَ البابَ خلفَهُ، وجلسَ قربَ المدفأة.
(3)
كانت عيناهُ من زجاج، فأصيب بالعمى في أوّل لقاءٍ مع الحجارة.
وما تزالُ الشّظايا تسقطُ في قلبِهِ.
(4)
في اللّيل يصيرُ الزّجاجُ مرآةً.
وفي النّهار يفقدُ الذّاكرة
|
ليست هناك تعليقات