تؤدي كثرة العقاب أو شدته إلى الخوف، والخوف بدوره يؤدي إلى رد فعل غير سوى، يؤثر على وظائف الأعضاء، التي تتحكم في الجهاز العصبي؛ مما يؤدي إلى الأمراض النفسية والجسمية، ويؤثر الإفراط في العقاب أيضاً على سلامة التفكير والحركة لدى الطفل، وتؤدى كثرة العقاب أيضاً إلى فقدان الثقة في النفس؛ لأن العقاب البدني أو الإفراط في النقد والتوبيخ يؤدي إلى عدم ثقة الطفل في نفسه، وخصوصاً إذا كانت تلك العقوبات أمام الناس.
ثانياٍ العقاب الحسي أو المعنوي يجعل الطفل منكمشاً على نفسه، متشائماً منغلقاً على واقعه، بائساً، حزيناً؛ وكثرة العقاب تسبب العقد النفسية كـ” الاكتئاب، والقلق “، وينتج عنه تصرفات غير واعية مثل ” افتقاد الشعور بالأمان، وخيبة الأمل، والغيرة، والحرمان، وانقطاع العلاقة الوثيقة من الحب بين الطفل ووالديه، والعناد، ومحاولة الطفل الانتقام ممن يعاقبه على طريقته ” وعندما يعاقب على تقصيره الدراسي ويرى والده مهتماً بحصيلته التعليمية فينصرف عن تحصيل العلم انتقاماً منه، وكيد له؛ حيث أن كثرة العقاب تولد داخل الطفل تحطيم الشخصية، وضعف الإرادة، وضيق الأفق، ويصبح الطفل مفتقد السعادة والطمأنينة؛ وحين يحرم الطفل من السعادة والأمن داخل أسرته يبحث عن فرط السعادة خارج نطاق أسرته، وقد يختلط برفقاء السوء، وتعطل مذاكرته لأنه عندما يتوقع العقاب ينسى أن يحتفظ في ذاكرته بأي معلومات مطلوبة منه ويعرقل مستقبله.
بثينة عبد العزيز
|
ليست هناك تعليقات