أنت...يا صاحبي نعم أنت ، لم عيناك تشتهي دموع الحزن.
لقد مرت السنة الثالثة على مراسيم التشيع...وأنت تأبى الا أن تعزف أوتار الألم.
نفس مكان جلوسك دون ان تحرك ساكنا...نفس النظرة المشبعة بثقل الوحدة...نفس أنين الرحيل.
الصمت أفضل ما تتقن..والمشاهدة من الزاوية الضيقة بحجم عنق الزجاجة.
منذ متى لم تشتري باقة ورد أقحوانية ياسمينية ؟..لا تذكر.
منذ متى واعدت إحداهن لفنجان قهوة على شرف رمال البحر..؟ لا تذكر.
منذ متى رسمت إبتسامة بريئة في الوجوه الشاحبة...؟ لا تذكر.
منذ متى تسلقت صلابة الجبل وأمعنت ناظريك في خوالج الطبيعية ؟.. لا تذكر.
منذ متى تحديت أغوار الكهوف ومغاور المغارات ؟.. لا تذكر.
منذ متى شربت من ماء النهر..والمعز أمامك يعانق شجر الرمان..؟ لا تذكر.
منذ متى سافرت صحبة الأصدقاء بنشوة يافعة..تسامرون الليل..رفقة الشموع والقيثارة..منذ متى..؟ مرة أخرى لا تذكر.
إنك لست سوى روح بائسة..تعيش منك زوال نبضات القلب..والدم المختور..
الحياة فيك مجردة خالية..مثل سفينة مهجورة تزحزحت من بطن بحر الشيطان اللعين.
إنها روتينية الأشياء التي نعجز التحكم بها.
الحياة وفصولها القاسية..ومحطاتها التي سرعان ما يتجمد فيها كياننا حينما تبدو في أول وهلة كائنا بشريا قويا سرعان ما يملأه الضعف حتى النخاع...حثى فوتوغرافية الصور البالية المعلقة خلف الردهة اكتسحها الغبار لم يعد لها أي معنى على الإطلاق.
صارت أحداث تصارع أنفاسها تحث الأنقاض..ذكريات الطفولة..أعياد الميلاد ..السفر نحو الريف ..المعبد..حكايات الجدة..شهور المطر الحافلة بالوحل... على خلاف ما أنت..او ما تكون..أو ما ستكون عليه غدا..من المستبعد جدا..أن تغير مجرى القدر.
ماذا بوسعك اذن أن تفعل ؟؟..
عش حياتك بأبسط ما يكن..بأقل شيئ ممكن..دون ضرورة مالية ملحة...دون تعقيدات فلسفية أفلاطونية ضيقة.
مازالت تقارن بين الشك واليقين..
عش حياتك كيف ما شئت بلحظتها الجميلة الرقراقة بينابيع الحب..لأن الحياة لا تهبك أكثر من فرصة وصدقني أنها لن تفعل.
تقبل مني..فأنا مجرد متكلم عابر، وتذكر دائما :
#الفقه_قبل_الفكر.
|
ليست هناك تعليقات