أخبار الموقع

اهــــــــلا و سهــــــــلا بــــــكم فــــــي موقع مجلة منبر الفكر ... هنا منبر ختَم شهادةَ البقاءِ ببصمةٍ تحاكي شَكلَ الوعودِ، وفكرةٍ طوّت الخيالَ واستقرتْ في القلوبِ حقيقةً وصدقاً " اتصل بنا "

« اشتياقٌ جنوني لهمساتِ امرأةٍ منبوذة » ... بقلم :عطا الله شاهين



    « اشتياقٌ جنوني لهمساتِ امرأةٍ منبوذة »
    بقلم : عطا الله شاهين  
   21/1/2018
  


« مجلة منبر الفكر»    عطا الله شاهين     21/1/2018


لا أدري لماذا كنتُ انجذبُ ذات زمنٍ ولّى صوب تلك المرأة المنبوذة مِنْ مجتمعِها رغم أنّها كانت امرأة مثقفة في كلّ شيء، وتحمل شهادة متوسطة في تخصّصٍ نادرٍ، فحين تحدّثتُ معها لأول مرة استغربت حينها، لأنها اعتقدتْ بأنّ لا أحد يتكلّم مع النّساء المنبوذات، لكنني انجذبتُ لها من أوّلِ لقاءٍ، وأحببت فيها حديثها الصّريح عن المجتمع، الذي ينبذها، ومع مرور الأيام تعلّقت بها، وكانت تقول: أنا امرأة منبوذة، ماذا سيقول الناس عنك؟ فكنت أقول لها كلما ألتقي بها: لا يهمّني كلام الناس، المهم أنني أحببتُ فيكِ طلّتكِ وحديثكِ وصمتكِ..

 أذكر أنني تأخرت ذات ليلة باردة في المكتبة، حينما كنتُ أبحث عن مراجعٍ لكتابة بحثٍ لرسالتي، ورحتُ حينها أتذكّر تلك المرأة المنبوذة، التي أنجذب صوبها، حينما أقف بجانبها، فخرجتُ من المكتبةِ بسرعة لكيْ ألحقَ بالحافلة الأخيرة، التي عادة ما تنطلقُ صوبَ مكان مسكني البعيد، وحين وصلتُ إلى محطةِ الحافلات كانتْ الحافلة قد غادرت، ولم أستطع اللحاق بها، فسألت امرأة عجوز كانت تقرأ في رواية لأحد الكتاب المشهورين هل من حافلات أخرى؟ فردّت كلا، وما هي إلا لحظات  حتى بدأ المطرُ ينزلُ بغزارة، فلم يكن أمامي أي خيار لحظتها سوى إيقاف سيارة أجرة، رغم أنني كنتُ حريصا على أن لا أبذّر المالَ في تلك الأيّامِ، ولكنْ ما العمل؟ فالوقتُ كان متأخرا، ويجب عليّ أن أصلَ إلى مسكني ..

فسرتُ على الرصيف ورحت ألوّح للسيارات المارة، وبعد دقائق توقّفت سيارة فارهة وفتح زجاج نافذتها، ورأيت امرأة تجلس خلف المقود، وقالت إلى أين أيها الشاب؟ فقلتُ لها عنواني، فقالت على الرغم من أن العنوان ليس بطريقي، لكن سأوصّلكَ على أية حالٍ في هذا الجو الماطر، هيا اركب، فصعدتُ إلى السيارة ورأتني منزعجا قليلا، فقالت: ما بكَ؟ فقلت لها: لا شيء. 

وعندما أوصلتني تلك المرأة ناولتها الأجرة، لكنها أبتْ أن تأخذ منّي، فشكرتها، وسرت صوب مسكني، وقرعتُ جرس المنزل، وما هي إلا لحظات حتى فتحتْ المرأة المنبوذة باب شقتي وقالت: لقد قلقتُ عليكَ، فلماذا تأخرت؟ فقلت لها بأنني تأخّرت في المكتبة، وبعد أن شربنا الشاي سوية قلت لها أتدرين بأنني اشتقت إلى همساتكِ الغير عادية، فابتسمت، وقالت: لماذا تعتقد بأنها غير عادية؟ 
فرددتُ عليها لأنّ الحُبَّ فيها يرقص فرحاً، رغم أنني وجدتها امرأةٌ خجولة، وبعد لحظاتٍ سمعتُ همساتها، فقلتُ في ذاتي: ما أروع همساتها، رغم أنها ما زالتْ جاهلة في شغبِ الحُبّ، لكنّها تجعلني اعترف بأنّ الحُبَّ لا تمنعه الطبقات الاجتماعية.. فهي تبقى إنسان لها مشاعر، وتعلّقت بها لفترة من الزمن، إلا أن الحُبَّ انتهى ذات مساء، حينما قلتُ لها بأنني عائدٌ إلى الوطن، ولا أمل بأن نظلّ سوية.. 


  اقرأ المزيد لـ عطا الله شاهين


لإرسال مقالاتكم و مشاركاتكم
يرجى الضغط على كلمة  هنا 


ليست هناك تعليقات