ماذا عسانا ان نقول ونحن أمام واقع مرير ، نعيش كمواطنين بلا وطن ، مطاردون، مهاجرون الى بلاد الله الواسعة، ليس من حاكم أو مسؤول ينظر لمعاناتنا،كأننا نعيش وسط كذبة كبيرة تسمى “الوطن” . نركض لاهثين لتأمين لقمة العيش، نشقى نتعب نحزن نتألم، الخوف يلاحقنا، مستقبل اطفالنا يقلقنا، جائعون هائمون وسط الضياع، نقدم دماؤنا لنغذي تراب أرضنا، مندفعين نحو المجهول حتى وصلنا الى طريق مسدود نسينا فيه اسماؤنا وأضعنا انتماؤنا وفقدنا الاحساس والامان وسط الظلم والهوان والحرمان ،لم نجد سبيلا” الا السفر والهجرة هربا” من اليأس الذي سيطر على نفوسنا ،بعدما جفت أقلامنا ، وانمحت ثقافتنا وهدمت حضارتنا وحرقت دواويننا ولم يتركوا لنا سوى قرارا التفكير بالهرب نحو المجهول.
هناك واقع مذري وأليم، ضرائب تفرض علينا من كل حدب وصوب، يدفع ثمنها المواطن الفقير وذوي الدخل المحدود ، حتى كتب علينا ان نعيش في بلد مأساوي ، سياسيوه يحتمون وراء شعارات لا تمت للحقيقة بصلة ،يدللون انفسهم متناسين متجاهلين مسؤولياتهم،يعيشون ببذخ بعيدا” عن هموم المواطن ،دون تنفيذ ابسط واجباتهم تجاه شعوبهم .
الضرائب تفرض على المواطنين وترهقهم من خلال أخذ أموالهم بغير حق ،ان فرض الضرائب يلزمه وضع شروط والا يعتبر فاقدا” للشرعية الديمقراطية وغير منبثق من الارادة الشعبية ومعبر عنها .فهناك واجبات مفروضة على الدولة تجاه المواطن من خلال تأمين ادنى حقوق له من بناء سدود للمياه لتأمين مياه صالحة للشفة والاستعمال ، ومحطات للكهرباء تغذي كل البلاد على مدار الساعة ، رقابة على الاتصالات ،تأمين مدارس مجانية وطرقات صالحة للسير ،جسورا وأنفاق لتأمين شبكة مواصلات تابعة للدولة تساعد على تخفيف العناء عن الموظف ،انشاء مستشفيات مجانية ترأف بالمرضى وتقدم لهم العلاج السليم ،مؤسسات رسمية تؤمن الوظائف للمتخرجين وتخفف من عبأ البطالة . ان الشعور بارتفاع معدلات الضرائب ، وثقل العبء الضريبي على المواطن من دون أي استفادة في المقابل من أي خدمات حكومية تجعل المواطن يتهرب من دفع الضريبة التي لا تعود اليه بأي نفع ، وتذهب بالنهاية الى جيوب المتلاعبين والفاسدين .
تهدف الضريبة الى تحقيق الاستقرار الاجتماعي واعادة توزيع الدخل بين طبقات المجتمع كي لا تسيطر الطبقة الغنية على الطبقة الفقيرة ،لكننا بالمقابل نجد بأن هناك فساد مستشري داخل أجهزة الدولة وداخل الادارات الضريبية مما تشجع المواطن على دفع الرشاوي بدلا” من اداء الضرائب المستحقة كي تنجز معاملاتهم من دون اي تعقيد أو عناء ، وهذا ما يزيد من العبأ على المواطن والدولة ، لذلك علينا المراقبة الفعلية ، والعمل بجدية لانعاش حالة المواطن والحفاظ على البلاد.
ليست هناك تعليقات