هل تظنون أنَّ الأطفال الذين يتابعون مارتن ميستري سيتعلمون كيف يحمون كوكب الأرض أم أنَّ الشد البصري سيسرقهم ليكونوا في مكان آخر خارج مسارات الوعي في استحضارات اللاوعي الماضي و الآني و المستقبلي ليلعبوا بهم ألعوبة الإنسانية المصطلح الأكثر غزواً و سيطرة في العالم و هو بحدِّ ذاته أسير كلِّ أنواع الغزو و الاحتلال الممنهج و أكثر ما ينجح هناك في خرافة الشرق الأوسط الذي ما زال يرحل من أرذل عمر إلى أرذل عمر خارج عدَّاد الزمن الذي لا يخرف بالتقادم بقدر ما يخرف بالانسياق الأعمى و التغييب المدروس الممنهج لعقول الأجيال و الناشئة و للأسف من يلعبون على هذا المنوال منذ إعداد أطفالنا ينجحون بصورة منقطعة النظير و نحن غارقون في الدوبلاجات التسويقية و في المسلسلات الرابحة بغضِّ النظر عن مدى الارتداد و الانعكاس الذي سيترسخ في عقول أبناء هذه الأمة المشرقية التي باتت من أسسها أن تجعل الخرافة بمثابة رقية أمتنا و أن تجعل خرافة الرقية الشرعية شفاء أمتنا التي تغزوها البلاهة بقدر ما ينجحون في تجييشها غرائزياً و عاطفياً و بقدر ما يجعلون النصوص و الرموز الدينية و القومية مغيِّبة لها تماماً عن أيِّ مشهدٍ عقلاني في زمن الانحدار أو لنقل الانحطاط و ليت ما يحط بيننا أو يخلق من انحطاط و ينحدر من كلِّ الأنساب العالية و الاعتناقات المتفاخرة ينحدر ليتدحرج على منحدرات الصحوة بكلِّ أشكاله التي بدأت في جينيف و على منحدر صحوة وصلت إلى أستانة و على منحدر صحوة أشد وصلت إلى سوتشي و لا ندري أين ستنحدر كل المؤتمرات متدحرجة على صحوات شعوب الشرق الغبية و لكن ما يهمنا من سوتشي أن لا يبقى مؤتمراً للاستعراض و الرقص و السياحة و السفر و الوجبات السريعة بل نريده مؤتمر صحوات لكن ليست على غرار صحوات العراق و لا على غرار تيارات القمح الذي يُنكِّس به هيثم المناع رأس ماضيه أو على غرار تيار الغد الذي يُنكس به أحمد الجربا كلَّ غد رغم أنه انطلق مع الدولة من الحديث "عبدي أو ابن الجربا لو بلغت ذنوبك أو ضحاياك عنان جنيف و أستانا و سوتشي ثم استغفرتني غفرت لك و لا أبالي" و هو يضع نفسه في نفس ميزان الدولة بمعنى أنها هي التي سفكت و هو الذي سفك من خلالها دفاعاً عن نفسه و لم ننسَ بعد مقاله في صحيفة إسرائيلية شهيرة و لم ننس فضائح الفساد المتتالية في صفحته القذرة و عليه لا نلوم بائع غاز جوال قي الوفد الحكومي السوريّ بات زعيم مافيا محروقات في حماة و سواها إذا دخل سوتشي من أوسع أبوابه أو لنقل من أوسع سرقاته و لا نلوم مصفِّقاً مع الحكومة إذا قبض ثمن التصفيق أكثر منافقاً مرتزقاً يدخل ليبحث عن لقمة نفاقه عفواً لقمة عيشه النزيهة فلقد استفاض بوطنيته الجرارة حتى غزا سوتشي بلسانه و احتل صدارة الجالسين على الوجبات السوتشية !...................
ربما وحدها رندة قسيس لن تنكس مجتمعها التعددي فشطآن سوتشي ستكون بوابتها السياحية لا الصناعية إلى شواطئ سورية على مزاج قبطانها الخميس لا كي يغدو البكيني رسالة خلاص بل كي تتلاشى رسائل المتمندلين و المتمندلات في زمن سرقوا فيه الفضيلة و رفعوا رايتها غصباً و زحفوا ليقصوا الجميع بحجة احترام قيمهم و لا أدري ما معنى احترام مسلم صائم بإيقاف الطعام و الشراب أمامه و كأنه يفكر بالاجترار ليفطر عن بعد و ما معنى أن تتأذى عينه و هو يريد فرض طاعته البغيضة على غيره غصباً و عنوة و لا يسمح لغيره أن يفطر أو يسقط مقولة "صوموا تصحوا" ليستبدلها بمقولة "ازنوا تصحوا" مثلاً لنخرج من تقديس الحروف بينما أفعالنا تناقضها بكل الدنس !..........
سوتشي برهن أن عقلية القطيع بسلبيتها قبل إيجابيتها تجتاح كلَّ كيانات المحسوبين على الدولة و التي كانت في سوتشي كيانات أفراد فرادى واحدهم لا يبحث إلا عن جيوبه الملأى أفراد يفتقدون لكل معنى تطبيقي لأيِّ قانون قبل أن يبثوا قوانين جديدة و الأهم أن المعارضات غير الواقعية و غير العقلانية إذا لم نقل غير الوطنية تزداد ضآلة و تفقد كل حجم و مآلها إلى زوال قريب خارج مثلث جينيف أستانة سوتشي و لكن السؤال الأهم هل ستقدر ميس كريدي و رندة قسيس أن تكونا جناحا القيصرين بوتين و بشار في موسكو و دمشق كي تعبرا بمثلث التكوين السوري النسوي الجديد الذي يئنُّ مذ شُرِّعت أبواب النفاق للقاصي و الداني و هل ستتناسب أطوال أضلاع المثلث الجديد و زواياه المتغيرة مع نظرات النسوة في سورية و خاصة أن النقاب الشرعي ما زال يأسر النظرات في اتجاه الشبق الممنتج و المدبلج و المشرعن و ما زال مارتن ميستري يمضي بأطفالنا و أجيالنا مع أخته من أبيه الحميمة إلى ثقافات الخلاص لكن ليس على مقاس بوركيني أو بكيني شرقي بل على مقاس "اشلح عقلك بالتي هي أحسن" و الأحسن في مجتمعاتنا الثورية ما زال في فرج البدايات النسوية يسبح دون نهايات !!
ليست هناك تعليقات