أخبار الموقع

اهــــــــلا و سهــــــــلا بــــــكم فــــــي موقع مجلة منبر الفكر ... هنا منبر ختَم شهادةَ البقاءِ ببصمةٍ تحاكي شَكلَ الوعودِ، وفكرةٍ طوّت الخيالَ واستقرتْ في القلوبِ حقيقةً وصدقاً " اتصل بنا "

« النازحون ...الى أيـن !!! » ... بقلم : ايمان عبد الملك


 « النازحون ...الى أيـن  !!! »
  بقلم : ايمان عبد الملك
   22/2/2018
 كاتبة لبنانية


« مجلة منبر الفكر» ايمان عبد الملك       22/2/2018


 هناك ارهاب جديد في مناخ ثقافي يغزو بلداننا  يتميز بالخوف وعدم اليقين، سياسات تصعيدية تستغل خوف المدنيين  لزيادة السيطرة عليهم والسطو على مجتمعاتهم من خلال استخدام العنف ضدهم ، بهدف اضعاف الروح المعنوية بشتى الوسائل.

الحرب على الارهاب شكّل انعطافة خطيرة وغير مسبوقة في التاريخ لكونها غير واضحة المعالم، تختلف عن الحروب التقليدية بكونها متعددة الاهداف والابعاد، أهدافها سياسية بعيدة عن الاغتيالات فهي غير موجهة لأشخاص معينين ، تختار أهدافها لغرض ارسال اشارات الى اكبر عدد من الناس والحكومات التي تمثلهم لتترك خسائر بشرية كبيرة في صفوف المدنيين او استمرار للحرب لفترة زمنية قد تكون  طويلة الامد مع عدم تحقيق انتصار ملموس  بخلاف الحروب التقليدية ،مما تترك أزمات اجتماعية  سيئة من بطالة وانعدام  التأمين الصحي والضمان الاجتماعي ،حرمان الاطفال من التعليم  ،تدمير الممتلكات والتهرب من اعادة الاعمار.

من المؤسف أن يجد  المواطن نفسه  بلا مأوى  لا سبيل أمامه  سوى الهجرة ،تتجه انظاره نحو الدول المتطورة بالرغم من رفض السفارات الاجنبية لاستقباله ، لا يجد حل الا  بالسفر  بطرق غير شرعية  حيث يتصدي له عديمي الضمائر   عن طريق المتاجرة  بحياته  يرحلوه  ويتركوه  في عرض البحر عرضة للغرق والموت المتعمدّ . أما الناجي الذين يكتب له عمر مديد  يصل الى بلدان اوروبية لتبدأ المأساة والمعاناة من جديد .وهذه حال  شعوبنا التي أرهقها الشقاء والتعب تعيش بذل بلا أمل محبطة خائفة من مستقبلها المجهول  .

 هناك مهاجرون يفرون من بلدانهم لأسباب سياسية واخرون يفرون بسبب البؤس علّهم يجدوا من يرحمهم ويخفف من  معاناتهم ، يصطدمون بحكومات بلا رأفة دول تحولت الى وحوش بلا قلوب ولا رحمة ، لا تنظر بحال الناس التي  تتضرع جوعا بسبب الضيق والاهمال أو هربا" من ظلم الطغاة والحكام.

ان مسألة النازحين تشكل كارثة على مختلف الأصعدة الإنسانية والاجتماعية والاقتصادية، وهناك خشية من أن تفوق الكارثة في شكلها ومضمونها ونتائجها ما خلفه التهجير القسري للفلسطينيين الذين لم يعودوا الى ديارهم بعد عشرات السنين مما يجعلنا نتساءل هل هناك تغيير ديموغرافي للمنطقة ، واي مصير مجهول ينتظر النازحين،وهل هناك أمل في العودة الى ديارهم واعادة اعمارمدنهم  بعد طول غياب ووجع اليم  .

إن الترحيب باللاجئين الذين يفرون من بلدانهم نتيجة الحروب والقمع جزء من واجب المؤسسات والدول، فالكوارث التي حلت بمدنهم ليس من صناعتهم والحروب التي فرضت عليهم لم يسعوا هم بتأجيجها، هم مدنيين عزّل سلبت اراضيهم وحقوقهم ، هدمت بيوتهم وقتلت احلامهم ومستقبل عيالهم ليجدوا انفسهم مشردين ينتظرون مساعدات الامم وهم ليسوا مخيرين، لا يسعنا ان نقول الا طلب الرحمة من رب العالمين لانتشالهم من براثن الطامعين.


  اقرأ المزيد لـ ايمان عبد الملك


لإرسال مقالاتكم و مشاركاتكم
يرجى الضغط على كلمة  هنا 


ليست هناك تعليقات