أخبار الموقع

اهــــــــلا و سهــــــــلا بــــــكم فــــــي موقع مجلة منبر الفكر ... هنا منبر ختَم شهادةَ البقاءِ ببصمةٍ تحاكي شَكلَ الوعودِ، وفكرةٍ طوّت الخيالَ واستقرتْ في القلوبِ حقيقةً وصدقاً " اتصل بنا "

« الملاك العاهر » ...قصة بقلم : سهيلة الكاسمي



 « الملاك العاهر »
    بقلم : سهيلة الكاسمي
   5/2/2018


«  مجلة منبر الفكر »   سهيلة الكاسمي     5/2/2018


مجتمع قاسي أسرة مادية و محيط قاسي   بفتاة تدعى ملاك وهذه حياتها 

درست حتى الجامعة وأخدت شهادة لكنها كل ما حاولت أن تتقدم بطلب لوظيفة ما كانت تُرفض و تبوء بالفشل ف جميع الطرق تؤدي إلى روما إلا طريقها تؤدي إلى ما لا نهاية إلى أن وصلت لحالة فقدان الأمل في عمل شريف 

اختارت أن تجلس في البيت حتى يفرّج الله عنها  لكنها كانت تحت ضعوط كثيرة ف أمها تحتاج أدوية وأخواتها يحتاجون طعام و عليهم ديون كثيرة و كادت الدنيا ان تغلق في وجهها أي بارقة أمل

حاولت تتلائم مع الملاك الذي بداخلها وفي ليلة شتوية ذهبت في طريق يؤدي إلى أحد مصانع الاسمنت لكي تقوم بطلب عمل لكن المطر كان شديد للغاية مما بلل ثيايها و شعرها  وبعد أن اجتازت مسافة لا بأس بها  فكرت أن تستريح في إحدى المنازل المهجورة على الطريق لتنال قسطاً من الراحه فأخدت تمشي وهي تكاد تنزلق من شدة المطر وصلت إلى المنزل المهجور وفتحت بابه ووقفت تحاول تجفيف نفسها من ماء المطر وكانت ترتعد من شدة البرد بعدها وبدون أن تعرف خنقتها يد غريبة وأغمي عليها و بعد حين استيقظت ولم تعرف أين هي وماذا حصل لها 

رأت منديل بجانبها كله دماء و ملابسها ممزقة أخدتها دهشة ولم تصدق مالذي حصل لها 
ارتعدت و صاحت : يا إلهي ....
لكنها تمالكت نفسها واستعادت قواها ووقفت  و راحت تمشي والخوف في عينيها خرجت من ذلك المنزل و كأن صاعقة نزلت عليها ولم تفهم أي شيء ذهبت إلى منزلها فوجدت أمها وأخواتها جالسين على الطريق أمام المنزل  ومعهم كل الملابس....

 لم تفهم شيء اقتربت من أمها و قالت : 
ماذا حصل يا أمي؟ 
قالت يا ابنتي لم نعد نقدر على تسديد فواتير المنزل ولم يعد لنا سوى أنفسنا الآن لقد فقدنا المنزل و أنتِ لم تجدي عمل حتى الآن و أنا لا أستطيع  أن أعمل فأخواتك مازالوا رضّع و هم بحاجة لي... باتوا ينتظرون الليل كي يجدوا مكان هادئ ينامون فيه حتى يحل الظلام ليبحثو عن مأوى 

لم يغمض لملاك عين ولم تنام من شدة التفكير حاولت أن تفهم ماذا حصل لها في هذا اليوم  وكيف تغير كل شيء في دقيقة واحدة  لكن دون جدوى

أخذت  تعد النجوم كي تتحكم في أعصابها وفي الفجر لم تنتظر استيقاظ والدتها 
نهضت تبحث عن حل وعن مأوى يعيشون فيه ذهبت إلى صديقتها في الخامسة فجراً دقت بابها 
فتحت صديقتها الباب ففوجئت صديقتها بملاك واقفة على بابها فقالت لها 
- ماذا تريدين مني يا ملاك في هذا الوقت ؟؟؟
- هل اصابك الجنون ؟؟؟؟
قالت : اعذريني لكنني لم أجد سواك كي تساعدني وحكت لها كل ما حصل 
فقالت صديقتها : 
- هيا ادخلي لنتكلم على راحتنا أكثر ....
دخلا البيت فقالت لها صديقتها :
- يا ملاك عندي لكِ عمل لكن أخاف أن ترفضيه وتنهي صداقتنا 
اندهشت ملاك و فالت : ماهو؟
قالت :استمعي جيدا يا ملاك انا لا أعمل في البريد من الأساس ولا انام إلى في هذا الوقت من الفجر عندما ينتهي عملي هناك الكثير مثلي لكن المجتمع لا يتفهم ظروفنا فإن علموا أهلنا سيقتلونا أو يرجمونا لكنهم لا يعرفون 

هنا كانت صدمة ملاك كبيرة عندما فهمت ماهو عملها الذي سينقذها 

فقالت : متى نبدأ لأنني تركت أمي وأخواتي ينامون في الشارع 
فقالت صديقتها : غداً سنبدأ وإن أردتِ يمكنكِ البقاء في منزلي حتى تجمعين المال وتستأجرين منزل 
أنا وحيدة هنا ليس هناك مانع إن استقرّيتِ عندي مؤقتاً 
لأنني أموت من الوحدة في هذا المنزل الكبير 

مرت الأيام و بدأت ملاك تعتاد على عملها 
و أصبحت تنام في الصبح و في الليل تبيع كل ما لديها للعيش و لا يحق لها أن تحلم كباقي البنات ولا تستطيع أن تكون بين الناس بشكل اعتيادي

اعتزلت مع نفسها ب قناع ليلي ونوم عميق طوال النهار بدون أن ترى ضوءه و أصبحت حياتها ليل فقط 
وبعد عام أخدت منزل جديد و أدخلت أخواتها إلى المدرسة و صارت تصرف على أمها التي كانت تعاني من سرطان الجلد وكانت تكاليف العلاج كبيرة مما جعلها تعمل عشرة مرات في ليلة واحدة 

وفي ليلة ممطرة كانت تعمل حتى اتصل بها شخص يقول لها أن منزلها احترق بسبب مسّ كهربائي ومات كل من كان فيه وأصبح رماد 

و لأول مرة ملاك تنزل دمعة من عينها فخرجت مسرعة ذهبت لترى ماذا حصل فلم تجد سوى رماد و جثث مشوهة 

وبعد أيام من مرور الجنازة قطعت شعرها و حرقت ملابسها الليلية و مجوهراتها و مستحضرات التجميل وذهبت أمام البحر تبكي بحرقة 

ملاك هذه حياتها التي انهتها ب إنتحار و تركت رسالة تقول :
أنا التي لم يُكتب لها سوى العهر ولم يكن قدرها سوى دقائق من الجحيم حتى إن كنت في جهنم الآن سأكون بخير لأنني اعتدت على الألم فأنا ذاك الملاك العاهرة



 اقرأ المزيد لـ سهيلة الكاسمي


لإرسال مقالاتكم و مشاركاتكم
يرجى الضغط على كلمة  هنا 


هناك تعليق واحد: