طفت على الساحة في السنوات الأخيرة ظاهرة أو لنقل موضة * التكريمات * التي اكتسحت جميع المجالات و على كل المستويات
بل و زادت عن حدها فأصبحت جزافيا و هبطت قيمتها في سوق التقييمات و اختلط على الناس من هم الذين يستحقون التكريم كشئ معنوي يرد الاعتبار و المكانة لمسؤول أو لعامل او لكادح و يضعه في الخانة اللائقة به جزاء لما قدم من مفيد للأفراد أو الجماعات و للوطن ككل و يشجعه على البذل و العطاء أكثر فأكثر ليبقى مثالا يحتذي به الجيل السائر من بعده.
لكن الماركة الجديدة للتكريمات التي نراها الٱن هي حيلة جربها معتنقوها فأتت أكلها : فإذا أرادوا اقتناص مسؤول واحتواءه كرموه و إذا شاؤوا الحصول على عظم أو هبرة من شخص بيده مفتاح الغلق و الفتح رتبوا له حفلا متنكرا و شكليا و احضروا مجموعة من المصفقين يملأون القاعة ضجيجا وقت اخراج هدية التكريم المزيفة يسلمونها لفريسة قد تكون غثة أو سمينة وذاك ليس مهما على ما يبدو ...
لقد جرب صيادو التكريمات كل الحيل فوجدوا أن هذه الطريقة هي الافضل بدون لف أو دوران . وفي خضم هذه الالعاب التي تمتاز بالخفة و الهف ، خفت ضوء الذين يستحقون فعلا التكريم و التقدير و التبجيل و غابت أعمالهم قبل أن تغيب أجسادهم .
لأن لا فائدة من تكريم أستاذ أو طبيب أو حرفي أو فلاح أو أم أو ...... لأن الذين يقومون بهذا الدور يعرفون جيدا أن لا فائدة تؤكل من وراء تلك النماذج الناجحة في المجتمع . و يدركون أنهم لو نادوهم فلن يستجيبوا لهم . كل شئ تميع في هذا الزمن حتى وصلنا الى تكريمات يراد من ورائها حاجة في نفس يعقوب . فبئس ما يفعلون.
ليست هناك تعليقات