ولد طنقو على مهد الشقاء ٠عاش طفولة قاسية ، فقد فقد والديه ٠كان غريبا في وطنه ٠
اشتد عوده فالتحق بالمنجم للعمل مكان واده ٠مرت الايام فكاني يقضي ساعات طويلة داخل المنجم ، يعود منهكا ومرهقا في المساء ، يتناول طعامه ممزوجا بالعبرات من شدة التعب والألم ٠
ثم ينام عند الفجر وقبل بزوغ الشمس يتجه الى المنجم الذي يبعد عن منزله كثيرا ٠ أثناء تواجده داخله نظر من حوله الى العمال ٠كان كل واحد بيده فأس وعلى رأسه فانوس والعرق يتصبب من جبينه ٠الكل يعمل في صمت لا تسمع صوت الحجارة وهي تتدحرج نحو الاسفل محدثة غبار ٠
حانت فترة الراحة فخرج جميع العمال ٠
جلس الشاب طنقو لاخذ نفس طويل
وحاول التخلص من الغبار الذي إستقر على جسده ٠٠٠
إقترب أحد العمال منه ٠عمره تجاوز الخمسين وبادره بالكلام
- لقد مر اكثر من نصف عمري وانا على نفس الحال
- رغم أننا ننتج أثمن شيء في الدنيا ، إلا اننا لا نجني غير التعب والبؤس
- هل محكوم علينا نحن السود ان نظل نعمل بدون حقوق !
تنهد طنقو طويلا - لقد سقطت البارحة خلفي صخرة فدفنت احد العمال !!
- لقد حملتني الحياة من منجم الى منجم كنت لا أسمع سوي صوتا يخيفنا ، نفس الحكاية في كل مناجم جنوب افريقيا
-لأننا نختبئ في مغاور الظلمة ولا نواجه مصيرنا
- وماهو الحل يا ولدي ؟
- الحل التمرد وعدم العمل حتي ننال حقوقنا
وبدآ الرجلان في إقناع العمال بالفكرة ٠فصار جدال بين مرحب ورافض ٠
وتبعهما شق كبير من العمال ، فمكثوا امام المنجم حتي ينال حقوقهم ٠ حاول رب المنجم ثنيهم عن عملهم لكنهم رفضوا ٠
فدب الهلع في اصحاب المناجم خوفا من إنتشار التمرد ٠
مر أسبوع والعمال متمسكون بمطلبهم ٠
وطنقو يحثهم بعدم الخوف ومواصلة المشوار ،
ويصف اصحاب المناجم بأنهم فوة عمياء ٠
فهم يقضون معضم حياتهم في غبار المناجم ويكتفون بالتوجع ولا يجنون غير الشقاء
فالامل أصبح ياسا والفرح حزنا ٠لم تبقي لهم سوي الذكريات الموجعة ٠٠٠
فجأة قدمت سيارة وخاطبهم ضابط شرطة - عليكم مغادرة المكان ٠
ردوا جميعا بصوت واحد - لن نغادر المكان
مر اول ، إنتصف الليل نمت رهبة الصمت وظهر القمر من وراء الأفق ٠كان العمال يفترشون العشب بعضهم غلبه النعاس
ظهر المكان كئيبا منهوكا وكانت النجوم هائمة في عرض السماء ٠
في تلك الساعة اطلت سيارات الشرطة بأضوائها الكاشفة وحاصرت المكان ونشرت الأسلاك الشائكة حتي تحاصر المكان ٠وبدؤا بإطلاق النار عليهم ٠فر طنقو صحبة رفاقه لكنه أصيب في قدمه وسقط على الارض وبقي يرقب المجزرة التى حلت بهم وبعد نصف ساعة غادت سيارات الشرطة المنجم ٠ توفي بعض العمال وجرح اخرون !!!
ليست هناك تعليقات