أخبار الموقع

اهــــــــلا و سهــــــــلا بــــــكم فــــــي موقع مجلة منبر الفكر ... هنا منبر ختَم شهادةَ البقاءِ ببصمةٍ تحاكي شَكلَ الوعودِ، وفكرةٍ طوّت الخيالَ واستقرتْ في القلوبِ حقيقةً وصدقاً " اتصل بنا "

« دفء الفراش » ... قصة بقلم : منير الجابري



  « دفء الفراش »
    بقلم :  منير الجابري
   20/11/2018


« مجلة منبر الفكر »
منير الجابري     تونس  20/11/2018


أنظروا  كم هي واهية  الأمال البشرية .لأننا أحيانا نطمح الى معانقة السحاب .
كم هي واهية  أمام الأقدار .التي خطها صاحب الأزلية في السماء .مالت الشمس نحو  المغيب.أسرعت الخطى .البيت يقبع كشبح هارب على أطراف المدينة ٠النور به  خافت جدا .وجدت أبي ينتظرني بفارغ الصبر .أخذ مني النقود .وهرول نحو الحانة .لمعانقة قوارير الخمرة .فهو يجد فيها سرا سحريا .يجلس يحتسي كؤوس النبيذ.في سكينة .لكنه بمجرد سماعه نغمات الناي .يطلق صوته  مرددا احلى الاغانى فتلوح  على محياه  بشائر السعادة والهناء .فتندثر  من أمامه الحقيقة .يجنح في الفضاء .ثم يسحق كاس الخمرة  تحت قدمه ...
فهو كالفراشة التى تظل مرفرفة حول السراج .فجأة عم الكوخ هدوء غريب في تلك الدقيقة  دخلت أمي .جثت على الفراش  فهي مرهقة كامل اليوم تنبش في القمامة  .وبكت بكاءا مرا .ثم قالت
- اهكذا تمر بنا الايام  .
 رفعت راسي واجبتها 
- ابي ازال جميع مسرات قلوبنا  ٠
 الاانها سرعان ما نهضت  لاحضار العشاء .كان الثلج ينشر الواحه .ويتسرب من ثقوب سقف الكوخ .فالشتاء يحتضر لمغادرتنا .أشعل النار  حتي ترسل الينا شيئا من الدفء  ٠تناولنا طعامنا .ثم دخلنا الفراش ٠ نسمع جلبة قوية ٠ أعلنت عن عودة أبي .تهمس امي بتنهداتها .فهو يعيش اللحظة الفاصلة   بين النشوة ويقظتها  لأن الهزيع الاول من الليل أوشك على النهاية .
ملابسه ملطخة بالتراب  جراء سقوطه في الوحل  فهو كالامواج المتمردة  سرعان ما تتهشم  قوتها على صخور الشاطئ .ثم يستسلم للنوم .ويترك أثر الألم والوجع لدينا .تمر الساعات متلاحقة .تدفعني أمي بلطف  - انهضي
اهمس اليها  -  مااروع دفء الفراش
 إغتالت خيوط الفجر الظلمة .وآضمحلت أنوار المدينة .تلح أمي في طلبها -هيا حان وقت خروجك
 ظل دفء الفراش يغريني .وبقيت أقاوم .لكن من الحلم الجميل .يجب ان نستفيق .ارتديت ملابسي على عجل  وغادرت البيت .سلكت الطريق نحو هدفي المعتاد
مرت أكثر من ساعة  ومازلت امشي .جلب انتباهي  ضجيج الاطفال وهم ينتظرون صفارة الدخول الى المدرسة .وقفت دقيقة كي أسترجع انفاسي .ذرفت من عيني الدموع فجاة .وخرجت غصات من اعماق قلبي .إزدحمت الاسئلة  في مخيلتي ٠٠٠
هناك من يعيش في أحضان عائلة  مملوءة بالراحة والهدوء .وينهل من منابع العلم .وهنا من تظل الايام  تعذبه وتخيفه  وهو يرزخ تحت وطأتها  ويعاني من شظف العيش...
فظمأ الروح الى العلم لا ينتهي .وصلت الى حالة من اختلاط التفكير تشبه الجنون .فكل الأنوار  تخفت رويدا رويدا ؛ إلا نور العلم .فهو كاموج البحر .في صعود مستمر .لايهدا ابدا .فمكاني هو المدرسة .وليس المكوث  في ركن .لاطلب حسنة من المارة .



 اقرأ المزيد لـ منير الجابري


لإرسال مقالاتكم و مشاركاتكم
يرجى الضغط على كلمة  هنا


ليست هناك تعليقات